Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

بين يدي تجار جدة

مع إعلان سمو محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد ومعالي وزير الثقافة والإعلام د.

A A
مع إعلان سمو محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد ومعالي وزير الثقافة والإعلام د. عبدالعزيز خوجه عن تنظيم معرض دولي للكتاب بمدينة جدة ابتداء من السنة القادمة، تبادر إلى ذهني دور أهل المدينة ورجال أعمالها المرتقب في تبني الفكرة والمساعدة على تنفيذها بأفضل السبل وأحسنها، وزاد إيماني بإمكان ذلك مع قراءتي لتصريح رئيس بيت التجار بمحافظة جدة الشيخ صالح كامل، الذي أبدى سروره للموافقة على تنظيم هكذا معرض دولي للكتاب.
والحق أقول إن ثقتي كبيرة بمفاصل المجتمع المدني بمدينة جدة، التي يحق لها أن تفتخر بقدم حالة ازدهار ثقافة العمل المؤسسي منذ تكوينها الحديث، حيث تم إنشاء العديد من المشاريع الخدمية على الصعيد الاجتماعي والثقافي بفعلٍ أهلي بحت، وبتكاتف رجال أعمالها ومحبيها بوجه خاص.
وفي هذا لن يستطيع أحد أن يغفل الدور الأهلي الجمعي في تأسيس مدارس الفلاح، إذ وعلى الرغم من أن الفضل في ابتداء مسيرتها يعود إلى الشيخ محمد علي زينل، إلا أن لأهالي المدينة وميسوريها وبخاصة الشيخ عبدالرؤوف جمجوم وأخاه من بعده دوراً في تنمية المدارس وتفعيل نشاطها والحفاظ على ديمومتها. والأمر كذلك ينطبق على تأسيس جامعة الملك عبد العزيز التي كان لأهل المدينة الفضل في بدء تكوينها وانطلاق مسيرتها المعرفية.
على أن ذلك لم يكن خصيصة جُديِّة وحسب، بقدر ما كان سمتاً يمكن ملاحظته في مختلف مدن المنطقة الأصيلة، كمكة المكرمة وطيبة الطيبة والطائف المأنوس، التي نهضت بها عدد من المشاريع الأهلية منذ فترة مبكرة من حياتها المدنية الحديثة.
واليوم بات الناس متشوقين لقيام معرض دولي للكتاب يليق بمكانة المنطقة المعرفية، والمملكة العربية السعودية، ويكون عاضداً ومتمماً لمعرض الرياض الدولي للكتاب، الذي أصبح من أهم المعارض العربية إن لم يكن أهمها، على اعتبار حجم المبيعات المرتفع، وعدد الزائرين الكثيف، الذي يفوق حاجز المليون زائر بكثير.
لكن ذلك يحتاج إلى توفر المكان الملائم لإقامة معرض متميز، وحتما فجدة تنتظر انتهاء مشروع مركز الأمير سلطان الحضاري، الذي يحوي قاعة كبرى للمعارض والمؤتمرات. غير أن الحاجة اليوم بالغة لأن يتبنى بيت التجار بمدينة جدة إنشاء مركز دولي للمعارض وفق أحدث التصاميم وأكبر المساحات المناسبة على وجه السرعة. ويقيني بل ويقين كل الأهالي أنهم قادرون على فعل ذلك بلمح البصر، لو توفرت الإرادة والغيرة الثقافية الكاملة. كما أن جدة في تطورها واتساع هيكلها أصبحت في حاجة إلى إقامة أكثر من مركز دولي للمعارض. فهل يتحقق رجاؤنا قريبا؟
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store