Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

سكن يسكن طابوراً !

قالت لي : لمَ لا تكتبين عن المواطن الذي يسكن في سيارته المتواضعة مع أطفاله في حديقة عامة ينتظر حلول الإسكان ؟! ألم تري الصور ؟! أم تقرئي الخبر ؟!

A A
قالت لي : لمَ لا تكتبين عن المواطن الذي يسكن في سيارته المتواضعة مع أطفاله في حديقة عامة ينتظر حلول الإسكان ؟! ألم تري الصور ؟! أم تقرئي الخبر ؟!
قلت : بلى قرأت ، وشعرت بغيرة شديدة منه ، وكنت أتمنى لو أن الفكرة وردتني قبله ، وأنني سكنت الحديقة بخيمة أو سيارة لعل الفضول أو أي دافع آخر يرسل ضوءاً إعلامياً يؤكد للمواطنين أيضا أن ليس المسؤول بأعلم من السائل ، وأن المطالبين بحل مشكلة الإسكان من الكتاب والإعلاميين يعانون معهم و يسكنون معهم في نفس الطابور الكئيب ، و لعله يؤكد لوزارة الإسكان أنه لو أن كل مواطن يعيش في منزل مستأجر خرج ليسكن في حديقة عامة ، لأقمنا في أعشاش فوق الشجر ولحفرنا جحوراً تحت الأرض .
طابور الإسكان يفترض أن يأخذ حقه الأدبي والإعلامي عالمياً و يسجل في جينس للأرقام القياسية ، أطول طابور بشري على وجه الأرض ، طابور يحسن استهلاك العمر والأعصاب بدليل ما تفاخر فيه وزارة الإسكان من أنها أعفت ( آلاف ) من المواطنين المتوفين من سداد الأقساط المتبقية ، لأن العمر ولى وهم ينتظرون ولم يستقروا إلا وهم على العكاز وأدويتهم في ثلاجات بيوتهم أكثر من الخضار والفواكه !
و لا ندري لم لا يحصل المواطن على سكن وهو في مقتبل العمر محافظ على طاقاته ونفسيته وكامل ولاءاته وحبه وامتنانه لبلده ليعطي وينتج وينفع ؟!
لمَ يستمر الطابور عشرات السنين وأي تغيير في المتطلبات و الاشتراطات يلغي الطلب و يجعل سنوات الانتظار هباء منثوراً ، فأي تغيير في الحالة الاجتماعية أو يتصرف المواطن ويستدين ليسكن يمنع من الاستفادة من الصندوق حتى لسداد ديون المنزل الذي أعيا الوزارة توفيره !
وزارة الإسكان بمماطلة الناس والتسويف في إجراءات التسليم و الاشتراطات التي تعطل الحياة وتعكر صفوها فهي لا توفر من الميزانية العامة شيئاً ، لأن ما تؤجل الإسكان صرفه تحول فواتيره عاجلة إلى بنود الإنفاق في وزارة الصحة على شكل مواطنين يعانون أمراضاً مزمنة ( ضغط ، سكري ، بدانة الكآبة ) سببها الضغط النفسي و تدني الأجور و أن ما يكسبونه يذهب لمؤجر طاغ و تاجر جشع !
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store