Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

تاريخ سقيفة بني ساعدة يقول: انطلق من هنا التطبيق العملي للشورى

تاريخ سقيفة بني ساعدة يقول: انطلق من هنا التطبيق العملي للشورى

تطلق كلمة سقيفة على العريش الذي يُسْتَظَلُّ به، وعادة تتكون من الجذوع وجريدة النخل، وسقيفة بني ساعدةَ: ظُلَّةٌ كانت لهم أي: يستظلون تحتها، وتقع هذه السقيفة في الجهة الشمالية الغربية من المسجد النبو

A A

تطلق كلمة سقيفة على العريش الذي يُسْتَظَلُّ به، وعادة تتكون من الجذوع وجريدة النخل، وسقيفة بني ساعدةَ: ظُلَّةٌ كانت لهم أي: يستظلون تحتها، وتقع هذه السقيفة في الجهة الشمالية الغربية من المسجد النبوي حاليًا، ودور قبيلة بني ساعدة أمام تلك السقيفة، وكانت السقيفة داخل مزرعة تتخللها بيوت متفرقة، حيث تسكن قبيلة بني ساعدة داخل البساتين المتجاورة، وبالقرب منها كانت بئر لبني ساعدة سميت بئر بضاعة، وقد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم جلس في سقيفة بني ساعدة وأحضر له ماء من هذه البئر وشرب، لذلك تعتبر من آبار النبي صلى الله عليه وسلم ووصفت بأنها بئر مليحة طيبة الماء، وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بئر بضاعة فتوضأ من الدلو وردّ إلى البئر وبصق فيها وشرب من مائها وكان أن مرض المريض في أيامه يقول اغسلوني من ماء بضاعة فكأنما نشط من عقال، وقالت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما: (كنا نغسل المرضى من بئر بضاعة ثلاثة أيام فيعافون).
روى أبوداود في السنن من حديث أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقال له: "إنه يستقى لك من بئر بضاعة، وهي بئر تلقى فيها لحوم الكلاب والمحايض وعذر الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الماء طهورٌ لا ينجسه شيء"، وقد ذكرها مؤرّخو المدينة سواءٌ عند ذكرهم لمواقع القبائل أو الآبار التي يستسقى لرسول الله صلى الله عليه وسلم منها، ويطلق عليه لاحقًا آبار النبي صلى الله عليه وسلم، وقد اشتهرت سقيفة بني ساعدة بمبايعة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- بعد أن تم اختياره من قِبل الأنصار ومن قِبل من حضر من قريش تطبيقًا لمبدأ الشورى، حيث تمت مبايعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه السقيفة، وقصة بيعته معروفة ومشهورة في كتب التاريخ وكذا السيرة النبوية فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم انحاز الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة، فأتى آتٍ إلى أبي بكر وعمر بن الخطاب فقال: إن هذا الحي من الأنصار مع سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة قد انحازوا إليه فإن كان لكم بأمر الناس حاجة فأدركوا، قال عمر فقلت لأبي بكر انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار، حتى ننظر ما هم عليه، قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير، فقال: يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أبا بكر أن يؤم الناس، فأيّكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر، فقالت الأنصار: نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر. وعن ابن عباس عن عمر أنه قال: قلت: يا معشر المسلمين إن أولى الناس بأمر النبي ثاني اثنين إذ هما في الغار، وأبو بكر السباق لكل خير، ثم أخذ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بيد أبي بكر مبايعًا ويقول عمر بن الخطاب: وبدرني رجل من الأنصار فضرب على يده قبل أن أضرب على يده، ثم ضربت على يده وتبايع الناس، وهذه المبايعة تمت نتيجة لقرار اتخذ تحت هذه السقيفة (والقرار نتيجة لمبدأ الشورى)، وأصبحت رمزًا لتاريخ الشورى وتطبيقها على الواقع الميداني، ووقف الكاتب على بئر بضاعة عدة مرات كما كان يذهب بطلابه إلى سقيفة بني ساعدة عندما كان معلمًا بالمدرسة الناصرية القريبة منها، أمّا الآن فالبئر غير موجودة، ولكن مكانـها معروف. وقد كانت سقيفة بني ساعدة كبيرة بحيث يجتمع فيها عدد كبير من الأنصار، وأمامها رحبة واسعة تتسع لهذا العدد إن ضاقت عنهم السقيفة نفسها، وتحولت هذه السقيفة فيما بعد إلى مبنى، تغيرت أشكاله عبر العصور، والسقيفة حاليًا جزء من حديقة تطل مباشرة على السور الغربي للمسجد النبوي، وتدخل ضمن التوسعة الجديدة للمسجد النبوي ولكن لابد من إحياء ذكرى هذا الموقع أي: سقيفة بني ساعدة، إما بمبنى يكون مجاورًا للمسجد النبوي أو بصالة تدخل ضمن المسجد النبوي ترصد تاريخها وعلاقتها بالشورى؛ لأن ذلك يمثل ذلك تطبيقًا عمليًا للسيرة النبوية الشريفة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store