Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

جهاد الواتس آب !

اليوم تشعر التقنية الفرد بالعظمة ، و تضفي عليه شآبيب الفعالية و الإيجابية ، ويصبح بإمكانه تخيل نفسه مجاهداً عظيماً و خصماً عنيداً ، دون الحاجة لسرج سابحٍ و لا الضرورة لتكسر النصال على النصال ، و لا ت

A A
اليوم تشعر التقنية الفرد بالعظمة ، و تضفي عليه شآبيب الفعالية و الإيجابية ، ويصبح بإمكانه تخيل نفسه مجاهداً عظيماً و خصماً عنيداً ، دون الحاجة لسرج سابحٍ و لا الضرورة لتكسر النصال على النصال ، و لا تستلزم مناطحة العدو وجهاً لوجه جر الحديد حتى كأن الخصوم سروا بجياد ما لهن قوائم ، في حروب الإعلام الجديد ليس على الأسود إلا امتطاء الواي فاي و امتشاق الواتس آب و التخطيط لخوض معركة ( ذات البودكاست ) أو بالتغريد ( كوكو ياكتي ياكتي ) .
و الإمكانات التي يتيحها الإعلام الجديد إرفاق الصوت و الصورة و إنتاج الأفلام والدبلجة والمنتجة و الطباعة و البث جعلت كل فرد يملك مدينة إعلامية وحده ، و صار وجهاً لوجه مع العالم يقاتل في سبيل قناعاته وتياره وينشر أفكاره و يروج - إن شاء - الشائعات و يزور - إن لم يكن لديه رادع - ما يشاء من أخبار و ينحل الناس ما لم يقولوا و سيجد من ( يدرعم ) خلفه من جنود السذاجة خدام الشائعات وهم كثير يغلبهم الفراغ فيجعل أسهل ما يقدمون عليه عملية النسخ واللصق والإرسال .
مؤخرا ابتلينا بمن يقدم من منطلقات شتى و يعتبر نفسه مجاهدا بالبودكاست ، فيكتب ما شاء له الهوى و قرره الفجور في الخصومة بكتابة مقالات كاملة يختلط بها سطر من الواقع و فقرات من التجني والظلم والتجاوزات لنشرها عبر الواتس آب أو مواقع التواصل الاجتماعي موقعة باسم شهير ذي شعبية في الأوساط الشعبية التي لا تدقق كثيرا في الصياغة والأسلوب والغرض والتوجهات ولا تمنح نفسها صلاحيات النقد والفرز والتقييم وإصدار رأي أصيل ، بل تسارع بحمل ما يروج على سبيل الواقع الحاصل ، فتتبنى وجهات نظر نجومها المزعومين .
هذه الأسلحة المزيفة التي يستخدمها هؤلاء تشبه رشاشات الخشب قد تخدع بعض الضحايا البسطاء لكنها في المقابل تكشف للسواد الواعي من الناس عمق الإفلاس و خيبة الحيل واقتراب السقوط .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store