Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

النص : المرافعة !

• تتمة لقراءة نص (العقاب) للشاعر خالد العتيبي .
المطلع : يا عقاب مدري مدح والبستك وشاح .. و لا الرموز يحلها من طرقها

A A
• تتمة لقراءة نص (العقاب) للشاعر خالد العتيبي .
المطلع : يا عقاب مدري مدح والبستك وشاح .. و لا الرموز يحلها من طرقها
هل حقاً الشـعر لا يدري ؟هل هو وشاح المدح لشخص عقاب؟ أم ( يسـهر الخلق جراها) ؟
كل طرق الظن تؤدي لتهمة العبقريـة مع سـبق الترصد بالفطـرة !
لأن (مدري) تؤرق الفضول وتقلق مضجع الفكر وتجعلهما في تحرق لاكتشاف الواقع ،وهيهات! فيتساءل (لمــاذا) ؟! لماذا اجتمع الشـعر ؟ ولماذا رمى حجر الحيرة في بحيرة التخمين لتستحيل دوائر لا متناهية ؟ ولماذا في نسخة القصيدة الصوتية يظهر صوت آخر - صدى إنشادي فوق العادة - حيث اعتادت الأسماع على أن الصدى يأتي لاحقاً للصوت لا سابقاً له ، فلماذا سبق الصدى الصوتَ هذه المرة ؟ ولماذا خبا صوت الصدى وتوارى خلف الصوت بمجرد ظهوره ؟ ولماذا بدا الصوت منفعلاً منذ أول وهلة ؟
مدخل مهيّج لأرق الذائقة لتبقى طوال النص تبحث عن المسـكنات !
فُتحت الجلسة :
يـــا ســيّــد الــزرقــا تـعـلّــي ومــــرواح لــن سقتـهـا مـــع قـبــة الـكــون سـقـهـا
تــكّــي بــصــدرك لـلـذعـاذيـع وارتــــاح وافــلــج مـحـاديــب الـسـحـايـب وفـقـهــا
خــلّ الـسـواري عـنـك وانــزاح وانــزاح واعــلى مراقـيـبٍ عـلــى الـجــدي وقـهــا
سيّد الزرقا ، تعلي ، مرواح ، قبة الكون ، الذعاذيع ، السحايب ...
هل هذا هو الجواب الحقيقي لـ (لماذا) التي كثر تخرصها ؟
أم هي استمرار لمناورة الذائقة و هو أمر دأبت عليه حبكة شـاعرنا في أكثر من عمل !
هل عقاب ليس رجلاً اسمه عقاب ؟ و هل هو طائر العقاب فعلاً ؟
وسط سيل الوصف العرم والإلقاء الملحمي الذي يشبه مقارعة سيوف الفرسان وقتال الوحوش للفرائس ، لا نملك إلا أن نسلّم بأنه طائر العقاب فعلاً (والرموز يحتار بها من يطرقها أبد الدهر) تجتمع لدى عبقرية الشعر ( المحامي) في مرافعتـه عن موكله / موضوع النص ،أقوى العناصر لكسب القضية ، وتتفاوت في هذا الحبك مستويات الشعر والشعراء بحسب مستويات العبقرية الفنيـة المحكمة للنظم ، التي تمسك بتلابيب الذائقة وتعلق معها وجدان متلقيها حتى النهايـة !
وعليه فإن الشائعة التي ربما أحبط صداها (العقابَ) يقتضي درؤها عدم الاعتراف بها أصلاً وتقتضي العاطفـة تجاه العملاق الحقيقي أن تضفى عليه أوشحة المدائح المطلقة و أن تثبت بكل الوسائل و لو عاد الشعر من مدارات الخيال إلى كتب الأحياء العلمية للإحالة للدليل المادي الذي لا يرد أبداً !
فالموقف الملحمي الذي نحن بإزائه من العبقرية ألا يحفل بـ (أعذب الشعر أكذبه ) بل بـ (أقوى ما في الشعر:منطقه) ولذا حين قال : (يا سيد الزرقا حدد الحيثيات العلميـة القاهرة للشائعة ومروجيها (تعلي ومرواح) فالعقاب حقا أكثر الطيور قدرة على الارتفاع وطالما العلم يثبت هذا فيحق للشاعر وموكله أن يبتعدا عن المنطق فترة من الشعر لـ (يفلجا السحايب) ويتفوقا عليها!
ولم لا ؟ فإن السيّد المطلق يحق له الارتياح والاسترخاء في بحر السماء وحيداً :
مثلك ليا ستّل جناحه مع الضاح .. وارخى سمار الريش في معتلقها
استسلمت كل الجوارح لمن شاح عنها وجدد من علوه رهقها
تستسلم كل الجوارح :
تسلم جميع الفصائل والقبائل بالواقع الفطري الذي تعيه حق الوعي وتدركه غاية الإدراك وقد مرت وأجدادها بتاريخ طويل يثبت لها أنها لا تملك إلا خيار الاستسلام أو دفع الجزية لتركها في حالها ، وتستسلم لمن ؟ لمن ( شــاح عنها) تفوقا عليها مجددا رهقها بـ (علوه الشاهق) الذي لا يمكنها الوصول إليه وإن تسلقت بأوهامها سلالم الأماني !
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store