أطروحةٌ في الأمن الفكري

الأبحاث العلمية الجادة والمبنية على أصول علمية ومنهجية ، تستطيع من خلالها أن تصل لنتائج أو تبني عليها أو تستعين بها لتوضيح رؤية أو حل إشكال ، وهذا الواجب على كل كاتب أو متحدث أن يرتكز في أحكامه أو بناء تصوراتهِ على أسسٍ علمية ومنهجية واضحةٍ وجادة ،ولا ينطلق ـ كما هو شأن كثيرين ـ على تخرصات أو انطباعاتٍ شخصية أو فردية قاصرة !
قبل أيام وصلني إهداءٌ علمي وما أجمل الهدية وأغلاها عندما تكون كتاباً مفيداً أو عملاً علمياً جاداً ، مهما كان موضوعه أو مدى اهتمامك به، مادام مبنياً على أصول علمية فلن يخلو من فائدة ولاشك .
وهذا العمل العلمي هو أطروحة دكتوراه للأخ العميد الدكتور غازي بن عبدالعزيز الجهني مُقدّمة للجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ، وهي أطروحة تُناقش قضيةً مهمة تتعلق بـ (الأمن الفكري)وعنوانها : جهود خادم الحرمين الشريفين في تحقيق الأمن الفكري من خلال خطبه وكلماته وتوجيهاته .
وقد ناقش هذه القضية من جهة التأصيل والتنظير من حيث: المصطلح ـ مصطلح الأمن الفكري ـ ومعناه ، وأسباب حصول الأمن عموماً والفكري خصوصاً.
ثم تناول هذه القضية من جانب تطبيقي من خلال توجهات وتوجيهات وكلمات خادم الحرمين الشريفين ، وتناول في بحثه: مفهوم الانحراف الفكري ومظاهره ،وجهود خادم الحرمين في تحقيق الأمن الفكري، وفي مبحث مهم تحدّث الباحث القدير عن: دور المؤسسات الاجتماعية في الأمن الفكري أو ما سمّاه بالتنشئةِ الاجتماعية وجهود خادم الحرمين في رعايتها .
ومن هذا الباب المهم ماذكره الباحث جزاه اللهُ خيراً في بيانِ أهمية مؤسسة مهمة وهي جمعيات تحفيظ القرآن ودورحلقات تحفيظ كتاب الله وتعليمه ،والتي تجدُ ومنذ قيام هذه الدولة المُباركة تجدُ كلَّ عناية ودعم من ملوك وأمراء هذه البلاد ولله الحمد (حلقات التحفيظ التي شاركت بشكلٍ قوي في حفظ الشباب من الانحراف الفكري والعقدي وهذا أسهمَ بصورةٍ واضحة في حفظ الأمن والاستقرار،وما فتىء خادم الحرمين يرعاها ويأمل منها الكثير )
وجاءت توصيات ونتائج هذا البحث المهم مهمةً ومنها :
1ـ أن الإسلام دين السلامة والسماحة والاستقامة،تُمثل قيمه ومبادئه النبع الآمن لسلامة الفكر
2ـ إن الوسطية سمة الدين الكبرى
3ـ جهود خادم الحرمين كان لها أثرها الكبير وذلك لأنها اتسمت بالشمول والوسطية والتوازن
ومن التوصيات المهمة والفاعلة :
1ـ تفعيل دور المؤسسات الاجتماعية للمساهمة في البناء وتحقيق الأمن الفكري
2ـ تشجيع مشاركة المواطنين في الانتخاب والترشيح في مؤسسات العمل المدني والرسمي من أجل المساهمة في تحمل المسؤولية الوطنية واتخاذ القرار.
3ـ الاهتمام بالشباب وصياغة البرامج والخطط الكفيلة بحمايتها من الانحراف
شكر الله للباحث عمله ونفع به وأشكره على إهدائه القيم ، وأدام الله على وطننا أمنه وأمانه ووفق خادم الحرمين لمواصلةِ البناء والنماء ولما فيه خير الدين والوطن