Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

إذاعة جدة.. شكرًا

مع تزايد انتشار ثقافة البث الفضائي المرئي، إلا أن البث المسموع عبر تقنية الإذاعة لا يزال يحظى باهتمام شعبي كبير في كثير من أرجاء العالم، إذ لا يخلو مقهى أو محل تجاري، ناهيك عن المركبات السيارة، في أي

A A
مع تزايد انتشار ثقافة البث الفضائي المرئي، إلا أن البث المسموع عبر تقنية الإذاعة لا يزال يحظى باهتمام شعبي كبير في كثير من أرجاء العالم، إذ لا يخلو مقهى أو محل تجاري، ناهيك عن المركبات السيارة، في أي مكان على هذه البسيطة، من جهاز مذياع ترنو له الآذان، مصغية تارة، ومستمعة تارات أخر. وبالتالي فتمثل الإذاعة بما تقدمه من محتوى، وما تعرضه من برامج منوعة، السفير الأول للدولة والإنسان الذي تنتمي إليه.
من هذا المنطلق يجيء الاهتمام بطبيعة ونوعية البرامج التي يجب أن تبثها مختلف الإذاعات، فعلاوة على حجم تأثيرها المباشر ـ إن سلبا أو إيجابا ـ فإنها تشكل المعيار الأول للحكم على هوية المجتمع الذي تنتمي إليه، وطبيعة تفكير إنسانه بوجه عام.
وهو ما يدعو إلى مراجعة ما تبثه عدد من الإذاعات الخاصة الناشئة لدينا، التي لا يولي بعضها قدرا كبيرا من الاهتمام لمضمون عديد من برامجها الترفيهية، فتقدم برامج أقل ما يقال عنها أنها خالية من أي محتوى إيجابي، ناهيك عن تأثيراتها السلبية على تفكير ونمط ذهن متابعيها، بحيث يخرج السامع من بعد ساعتين أو أكثر دون فائدة إيجابية ملموسة. وحتما فذلك أمر سلبي في حد ذاته، كما أن فيه من التشويه لمجتمعنا في أذهان الآخرين الشيء الكثير، إذ قد يتصور أولئك أننا مجتمع هش، نعيش فراغا فكريا ومعرفيا بوجه عام، وحاشا أن نكون كذلك.
على أنني في المقابل أشعر بالاطمئنان كلما استمعت لعديد من برامج إذاعاتنا الرسمية كإذاعة الرياض، وإذاعة نداء الإسلام، التي حفرت لنفسها مكانا في أذهان المتابعين، بما تقدمه من برامج قيمية متنوعة، وما تبثه من موشحات رقيقة، علاوة على إذاعة جدة التي تتميز دوما بما تقدمه من برامج ترفيهية هادفة، وما تبثه من مقطوعات موسيقية خلابة، ومسلسلات إذاعية منوعة، إضافة إلى تغطياتها الكثيفة لكثير من الفعاليات والأنشطة بمدينة جدة وخارجها.
وواقع الحال فشهادتي في إذاعة جدة مجروحة، لكوني أحد المغرمين بمتابعتها، لاسيما حين يضيق بي المسير في أروقة ودهاليز مدينة جدة. على أني وبموضوعية تامة أحب أن أشيد بالنقلة النوعية المهنية التي واكبت الإذاعة الآن، فمع انتقالها لمقرها الجديد، ومع تولي الإعلامي القدير والإذاعي الماهر سلامة الزيد دفة القيادة العليا بها، أدرجت العديد من البرامج الممتعة، بل وأصبح لأول مرة في المملكة البث الإذاعي مرئيا بالشراكة مع القناة الرياضية الأولى، والأهم أن الإذاعة قد أسهمت في إشراك ذوي الاحتياجات الخاصة في قائمة عملها، فكان تدشينها الرائع لمشاركة أول كفيفة في العمل الإذاعي وهي الإعلامية الشابة لولوة العبدالله، فشكرًا من الأعماق إذاعة جدة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store