Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

قبلة على رأسك الشامخ يا مصر

يظل الكبار كبارًا بالأفعال قبل الأقوال.. يظل الكبار كبارًا بقدرتهم على اتخاذ القرارات الحاسمة المصيرية دون تردد أو خوف..

A A
يظل الكبار كبارًا بالأفعال قبل الأقوال.. يظل الكبار كبارًا بقدرتهم على اتخاذ القرارات الحاسمة المصيرية دون تردد أو خوف.. يظل الكبار كبارًا بما يتميزون به من صفات عظيمة كالنخوة والشجاعة والوفاء والكرم.. ويظل الكبار كبارًا ليس فقط بما يملكونه من قوة ومكانة ولكن أيضًا بما يملكونه من أدب واحترام يرفع من قدرهم ومكانتهم في نفوس كل من يمتلك ويعرف معنى الأدب والوفاء والاحترام.
كل هذه المناقب النبيلة تجسدت في زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمصر وفي استقبال فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي له، بكل ما حملته تلك الزيارة من مضامين كبرى لا يقدر عليها سوى القادة الكبار والدول العظيمة.
لقد تعرضت الحبيبة مصر مؤخرًا لواحدة من أخطر الأزمات التي عرفتها في تاريخها، حيث تكالبت عليها مؤامرات الكبير والصغير بهدف إسقاطها، مؤامرات ماكرة ولئيمة تحالفت فيها قوى الشر خارجية وداخلية، لو تحققت لكان ذلك نكسة وانهيارًا عربيًا وإسلاميًا يجعل أعداء الأمة يرقصون فرحًا ويحتفلون ببسط سيطرتهم ونفوذهم لعقود طويلة مقبلة مقدمًا لهم على طبق من ذهب.
لكن إرادة الله شاءت أن يسخر لمصر قائدًا فذًا شجاعًا أدرك المصير المظلم الذي كانت تسير إليه بلده فتصدى لذلك رغم تزايد الضغوط والمؤامرات.. ثم تجلى بعدها قائد فذ آخر وقف موقفًا تجسدت فيه حكمة السياسي ونخوة الإنسان، قالها صريحة ومدوية لـ «الكبير» قبل «الصغير»: «لقد تابعنا ببالغ الأسى ما يجري في وطننا الثاني في جمهورية مصر العربية الشقيقة من أحداث تسر كل عدو كاره لاستقرار وأمن مصر وشعبها، وتؤلم في ذات الوقت كل محب حريص على ثبات ووحدة الصف المصري الذي يتعرض اليوم لكيد الحاقدين، في محاولة فاشلة لضرب وحدته واستقراره من قبل كل جاهل أو غافل أو متعمد عما يحيكه الأعداء.. إنني أهيب برجال مصر والأمتين العربية والإسلامية الشرفاء من العلماء وأهل الفكر والوعي والقلم أن يقفوا وقفة رجل واحد وقلبًا واحدًا في وجه كل من يحاول أن يزعزع دولة لها في تاريخ الأمة الإسلامية والعربية مكان الصدارة مع أشقائها من الشرفاء وأن لا يقفوا صامتين غير آبهين لما يحدث، فالساكت عن الحق شيطان أخرس». وأضاف خادم الحرمين الشريفين قائلًا: إن المملكة العربية السعودية شعبًا وحكومةً وقفت وتقف مع أشقائها في مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة، وتجاه كل من يحاول المساس بشؤون مصر الداخلية في عزمها وقوتها وحقها الشرعي لردع كل عابث أو مضلل لبسطاء الناس من أشقائنا في مصر.. وليعلم كل من تدخل في شؤونها الداخلية بأنهم بذلك يوقدون نار الفتنة ويؤيدون الارهاب الذي يدعون محاربته، آملًا منهم أن يعودوا إلى رشدهم قبل فوات الآوان، فمصر الإسلام والعروبة والتاريخ المجيد لن يغيرها قول أو موقف هذا أو ذاك وأنها قادرة بحول الله وقوته على العبور إلى بر الأمان.. يومها سيدرك هؤلاء أنهم أخطأوا يوم لا ينفع الندم».
هكذا قال الكبار وهكذا فعلوا، وسيذكرهم التاريخ ويخلدهم بحروف من ذهب، بينما سيعض أولئك الصغار الذين حاكوا المؤامرات أصابعهم «يوم لا ينفع الندم».
ختامًا، قبلة حب وامتنان من أعماق الشعب السعودي على جبين هذين القائدين وعلى جبين مصر العزيز الشامخ للأبد بحول الله تعالى.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store