عن مداخلة سمو الأمين

بعض حديث الناس هذا الأسبوع كان عن المداخلة التي أجراها أمين مدينة الرياض في نهاية حلقة برنامج (الحياة كلمة) الذي بُثت مباشرة الجمعة الماضية.. هذه المداخلة في ظني (وبعض الظن إثم) أنها لم تكن في أحسن الأحوال موفقة، فالأمير الأمين استغرب بداية حشر الشيخ الدكتور سلمان العودة أنفه في موضوع لم يُسأل عنه، وكأن المطلوب الصمت عن الحديث في أي شأن عام حتى يرد سؤال بخصوصه، أو حتى يُستأذن صاحب الشأن، فإن كان حديثاً عن الصحة فلا بد من استئذان معالي الوزير أولاً، وإن كان عن التعليم العام فلا بد من موافقة سمو الوزير أولاً. وتطور استغراب الأمير الأمين إلى توجيه أقرب إلى التوبيخ، فقال مخاطباً الشيخ (فلا يجب أن تتحدث عن فساد وأنت ليس لديك علم به!). الإشكالية بصراحة أن سمو الأمير لم يوضح إن كان هناك فساد فعلاً، حتى يمكن تصنيف التوبيخ الذي ناله الشيخ الدكتور تحت باب (الفساد معلوم، والكم مجهول) أو (الفساد معروف، والكيف مجهول)؟ أم أن الحقيقة الناصعة التي يعنيها الأمين هي أنه لا فساد إطلاقاً في جميع مشاريع أمانة مدينة الرياض، وأن كل قرش فيها ذهب إلى محله الأمين، وأن الأمانة تسود كل ركن في (الأمانة)! وعليه يمكن استنتاج أن الفساد كامن في المدن البعيدة فقط، أي في جدة مثلا أو ربما جدة والدمام، وبعض المدن الأخرى والشاطر يفهم!!ولو كنت أحد مشاهدي البرنامج في أرجاء الوطن العربي الطويل العريض لهاجني استعبار وأقضني استغراب فما هكذا تُورد الإبل، خاصة وأن الملايين حاضرون يسمعون ويشهدون!!بقيت ملاحظة (صغيرة) أستأذن سمو الأمين في طرحها تعقيبا على إلقائه اللوم على وزارة المالية لأنها لا تخصص إلا 10% فقط من احتياجات مدينة الرياض لمشاريع مواجهة السيول. الملاحظة هي تمدد الرياض بدون ضابط يوضح النطاق العمراني الذي ستؤول إليه، خاصة أن الفراغات الهائلة التي تتخللها غير منطقية، إلاّ من مبرر واحد هو المنح المليونية التي يحظى بها القلة المحظوظة على حساب الرياض تخطيطا وتنظيما وتطويرا و(مواجهة للسيول)!!Salem_sahab@hotmail.com