ما الذي تفعله الأمم المتحدة ؟

كثيراً ما أسأل ما الذي تفعله الأمم المتحدة؟ ماهي إنجازاتها وأنشطتها؟ وإن كان التساؤل ساخراً فإنه يكون مصحوباً بالانتقاد التقليدي حول إخفاق الأمم المتحدة في حل مشكلات فلسطين وسوريا وغيرها من نقاط الصراع في العالم، ولكنني أتوجه اليوم بحديثي إلى أولئك الذين يسألون برغبة صادقة في معرفة الإجابة لأقول لهم إن الجانب السياسي على أهميته لا يحتل إلا جزءاً من اهتمامات الأمم المتحدة ومسئولياتها، في حين تأتي أعمال التنمية ومحاربة الفقر والجهل والمرض في مقدمة أعمال الأمم المتحدة وإليكم البيان.
الأمم المتحدة تتولى تقديم الغذاء إلى تسعين مليون إنسان في أكثر من سبعين بلداً في العالم ومنهم ضحايا الزلازل والأعاصير والكوارث الطبيعية.
الأمم المتحدة تقدم التطعيمات اللازمة إلى 58% من أطفال العالم، وهي بذلك تنقذ حياة مليونين ونصف المليون في كل عام، ومن بين هؤلاء الأطفال الكثير في باكستان ونيجيريا وغيرها من بلاد العالم.
الأمم المتحدة ترعى ستة وثلاثين مليوناً من اللاجئين الفارين من أتون الحرب أو المجاعة أو الاضطهاد، ومنهم ملايين اللاجئين الفلسطينيين والسوريين والأفغان وغيرهم.
الأمم المتحدة تعمل على مقاومة آثار التغيير المناخي وقادت حملة منظمة لإنهاء استخدام الوقود المحتوي على الرصاص في أكثر من مائة دولة في العالم.
الأمم المتحدة تحافظ على السلام في ستة عشر موقعاً على أربع قارات وتنشر في سبيل ذلك مائة وعشرين ألف جندي من ذوي القبعات الزرقاء.
الأمم المتحدة تحارب الفقر، وقد قدمت مساعداتها في هذا المجال إلى أكثر من ثلاثمائة وسبعين مليوناً من البشر عبر الثلاثين عاماً الماضية.
الأمم المتحدة تعمل على حماية حقوق الإنسان وذلك من خلال ما يربو على ثمانين معاهدة ووثيقة دولية.

الأمم المتحدة تنفق أكثر من اثني عشر مليار دولار في أعمال الإغاثة لمواجهة الحالات الطارئة.
الأمم المتحدة تساعد الدول على تحقيق استقرارها السياسي وتقدم العون في تنظيم الانتخابات ومراقبتها والتأكد من نزاهتها وحياديتها إلى ثلاثين دولة كل عام .
الأمم المتحدة ترعى الصحة الإنجابية لدى الأمهات وهي بذلك تنقذ حياة ثلاثين مليون امرأة في كل عام خاصة في أفريقيا وجنوب آسيا.
هل حققت الأمم المتحدة كل ما هو متوقع منها بأكبر قدر من الكفاءة وأقل حجم من التكاليف؟ الجواب هو بالطبع لا، وهناك الكثير مما يمكن بل ينبغي عمله في هذه المجالات وفي سواها، ولكن الأمم المتحدة هي الإطار العالمي الشامل الوحيد الذي تنتظم فيه كل أقطار المعمورة وخاصة الصغيرة منها لتجد لها صوتاً وسط الزحام ولتسلط الأضواء على اهتمامات البشرية ومعاناتها وتطلعاتها.
أقلوا عليهم من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا.