Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

التقليعات الشيطانية في المونديال

على الصعيد الشخصي أنتظر كأس العالم بفارغ الصبر؛ لأستمتع بمشاهدة سيمفونيات رياضية متنوعة، حيث تستشعر متانة الصرامة الألمانية في منتخبهم الذي لا يكل ولا يمل، وترتاح نفسك لمشاهدة جماليات رقص السامبا البر

A A
على الصعيد الشخصي أنتظر كأس العالم بفارغ الصبر؛ لأستمتع بمشاهدة سيمفونيات رياضية متنوعة، حيث تستشعر متانة الصرامة الألمانية في منتخبهم الذي لا يكل ولا يمل، وترتاح نفسك لمشاهدة جماليات رقص السامبا البرازيلي، ومهارات المنتخب الأرجنتيني، وليونة الفريق الإيطالي، وانسيابية المنتخب الفرنسي، علاوة على براعة المنتخب الهولندي والإنجليزي وغيرها من المنتخبات المشاركة. أنتظر كأس العالم لأشبع روحي الكروية بمادة تكفيها لمدة أربع سنوات أخرى.
في هذه الدورة من كأس العالم كانت صدمتي مختلفة، إذ عادة ما تبهرني مستويات الفرق المنافسة، لكن في هذه المرة الأمر مختلف جدا، حيث صدمت برؤية أشكال مقززة من التقليعات والقصات الغريبة لمعظم لاعبي العالم؛ من أوروبيين وأمريكيين وآسيويين وأفارقة، ناهيك عن مختلف الرسومات البشعة التي وَشم بها كثير من اللاعبين سواعدهم ورقابهم وربما بطونهم وظهورهم.
واقع الحال فإنما لفت نظري ليس بشاعة تلك القصات والتقليعات وحسب، التي لا أرى إلا أنها من وحي الشيطان الرجيم، وليس سوء تلك الرسوم التي وَشم بها كثير من اللاعبين أنفسهم، وإنما انتشارها بين جمهرة واسعة من اللاعبين المشاركين في المونديال، ومن مختلف المنتخبات، حتى كأني شعرت بأن هناك اتفاقا بين أولئك اللاعبين على رسم تلك الوشوم المقززة، وقص شعورهم وفق تلك التقليعات البشعة الغريبة.
على أن ذلك الاتفاق -من وجهة نظري- لم يأت صدفة كما يتصور البعض، كما ليس له أي علاقة بتأثيرات الموضة، فالأمر وفق ما نراه أبعد من ذلك بكثير، ولن أكون مبالغا إن قلت في هذه المرة بأن له علاقة بتلك القوى الشيطانية، التي تريد تدمير كل الصور الجميلة في إطارات مجتمعاتنا الإنسانية، وتحويلنا إلى دمى حيوانية تحركها كيف تشاء، ومتى تشاء.
ما أراه من اتحادٍ عام تكاد تشيع صوره بين كثرة واسعة من لاعبي العالم ومن مختلف القارات، ينبئ عن قوة خفية استهدفت الوصول إلى أولئك اللاعبين من مختلف المنتخبات، وتمكنت من إقناعهم -رغبة ورهبة- بالانخراط في مشروع تقليعاتها الشيطانية، بقص الشعر بتلك الصور الكريهة، والوشم الكثيف على الساعد والرقبة، بهدف زعزعة أحد أهم ثوابت قيم الجمال الرئيسة في نفوس المتابعين، التي تتوافق مع الفطرة الإنسانية السليمة، وبالتالي تغيير ثابت في القيم المترسخة في نفوس وأذهان الشباب والشابات، وهو مدخل يُمَكنها من متابعة تغيير غيرها من القيم الفطرية الإنسانية.
السؤال الذي يتبادر إلى ذهني أمام صمت المعلقين الرياضيين، وعديد من الصفحات الرياضية الوطنية والإنسانية عن التنبيه إلى بشاعة الأمر هو: هل من الطبيعي أن نرى ذلك التشويه ونسكت؟ وهل يجب علينا أن نتأقلم مع كثير من المتغيرات الشيطانية القادمة؟!.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store