Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

فنزويلا .. بلاد الجمال والشعارات

عندما وصل المستكشف الأوروبي أمريكو فيزبوتشي إلى سواحل فنزويلا في عام 1499م وجد نفسه في منطقة دلتا نهر الاورينوكو التي تكثر فيها الشعاب والقنوات المائية فأطلق على هذه البلاد اسم فينيزيولا، أي فينيزيا ا

A A
عندما وصل المستكشف الأوروبي أمريكو فيزبوتشي إلى سواحل فنزويلا في عام 1499م وجد نفسه في منطقة دلتا نهر الاورينوكو التي تكثر فيها الشعاب والقنوات المائية فأطلق على هذه البلاد اسم فينيزيولا، أي فينيزيا الصغيرة، تشبيهاً لها بمدينة فينيزيا (البندقية) الايطالية، أما كريستوفر كولومبوس فلقد كتب لملكة إسبانيا بعد وصوله إلى فنزويلا قائلاً إنه يؤمن بأنه قد وجد الجنة!!
فنزويلا من أكثر دول العالم تنوعاً في البيئة فلديها الأنهار والسهول الساحلية والداخلية وسلسة جبال الأنديز وغابات الأمازون وقرابة ألفي كيلومتر من الشواطئ على البحر الكاريبي والمحيط الأطلسي، وفي فنزويلا ولاية اسمها بوليفار تعادل مساحتها مساحة فرنسا ولا يعيش فيها سوى بضعة آلاف من السكان المحليين وهي امتداد لغابات الأمازون الكثيفة وهي لوحة جمالية تعجز الكلمات عن وصفها بما تحتوي عليه من جبال وأنهار وشلالات وغابات وكلها مازالت بكراً أقرب ما تكون إلى طبيعتها وفطرتها الأصلية حتى أن التجول السياحي فيها لا يخلو من الجهد بين تسلق وسباحة وتعلق بالحبال والمشي لمسافات طويلة، وكان مما يخفف من أعباء هذا الجهد أن بعضاً من جولات الاستطلاع كانت تتم بواسطة الطائرات الصغيرة ذات الخمسة ركاب التي يتفنن قادتها في كيفية الطيران بها بمحاذاة الجبال والشلالات أو حتى في مواجهتها.
فنزويلا دولة غنية بمواردها النفطية ومخزونها البترولي الكبير، وهي تستعمل هذه الموارد لاجتذاب التأييد السياسي من جيرانها فهي مثلا تبيع البترول على جاراتها الكاريبيات ويدفعون نصف ثمنه في خلال ستة أشهر وتعود فنزويلا إلى استثمار ما يدفعونه في مشاريع تنموية في هذه البلاد، أما النصف الثاني فيدفع على أقساط لمدة 25 عاماً بفوائد رمزية، وكثيراً ما تنتهز فنزويلا أية فرصة لإعفاء هذه الدول مما تبقى عليها من ديون,
فنزويلا تحت قيادة رئيسها الراحل هوجو شافيز سعت إلى تخفيف معاناة الفقراء، فاتجهت نحو الإعانات فالبنزين في فنزويلا يباع بأرخص الأسعار في العالم مما يفتح سوقاً كبيرة لتهريبه عبر الحدود إلى كولومبيا وكذلك الأمر بالنسبة للخبز ومقومات الحياة الأساسية والحكومة تقيم المساكن النموذجية وتوزعها على الفقراء مجاناً وتضمن العمل لكل المواطنين.
قد يقول قائل.. يا سلام!! هذه هي فعلاً جنة الله على الأرض، ولكن واقع الأمر هو أن هذه السياسات غير قابلة للديمومة وأنها تؤدي إلى عجز كبير وإلى ارتفاع معدل التضخم وانحسار معدل النمو الاقتصادي إلى الصفر واعتماد الدولة على مورد واحد هو النفط، والمشكلة الأدهى أن أياً من السياسيين في البلاد لا يجرؤ على مواجهة الحقيقة واتخاذ الإجراءات التقشفية الصارمة اللازمة لتفادي الهاوية المحققة، وبدلاً عن ذلك تكتفي الحكومة وكثير من المواطنين بترديد الشعارات البراقة عن القائد الخالد شافيز الذي يبدو أنه مازال يحكم فنزويلا من القبر.!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store