Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مأساة طالبة ومشهد سياسي متطرف في الشارع البريطاني

* قرار السفير السعودي في بريطانيا الأمير محمد بن نواف بإعادة التركيز على الأندية الطلابية بعد عملية تهميشها من قِبل الملحقية الثقافية أعاد الأمور إلى نصابها بما يعمل في اتجاه مصلحة الطالب السعودي.
A A

* قرار السفير السعودي في بريطانيا الأمير محمد بن نواف بإعادة التركيز على الأندية الطلابية بعد عملية تهميشها من قِبل الملحقية الثقافية أعاد الأمور إلى نصابها بما يعمل في اتجاه مصلحة الطالب السعودي.
وتأتي هذه الخطوة التصحيحية بعد مقتل الطالبة ناهد المانع -رحمها الله- وهو حادث مأساوي بكل المقاييس يُفترض أن يكون درسًا تستفيد منه جميع المؤسسات المسؤولة عن الطالب السعودي ليس في بريطانيا -وحدها- ولكن في مختلف البلدان الغربية، وخصوصًا بعد صعود تيار اليمين المتطرّف في عدد من الدول الأوروبية، وفي مقدمتها بريطانيا وفرنسا، فلقد اكتسح حزب الاستقلال البريطاني، والذي يُرمز له عادة بـ: ukip، الانتخابات المحلية وكانت حظوظه من مجموع المقاعد 73 المخصصة للمملكة المتحدة في البرلمان الأوروبي 24 مقعدًا، وهو أمر لم يحدث -كما ذكرت صحيفة الديلي تلغراف الأسبوعية- منذ مئة عام. ,may 28 june, 3, 2014
وكان الحزب القومي البريطاني في الماضي يعمل في الخفاء وتسوق مجلته الموسومة: Nationlism today على عدد محدود من القراء، كما فازت الجبهة الوطنية في فرنسا بزعامة مارين لوبن Lepen، بعدد مماثل من المقاعد في البرلمان الأوروبي، ومعلوم أن هذه الأحزاب تتبنى خطابًا معاديًا للمهاجرين، ممّا يؤكد أن الناخب الأوروبي لم يعد ينظر الى الأحزاب الرئيسة، والتي تنأى بنفسها عن مثل هذه الطروحات المتطرّفة تلك النظرة التقليدية.
* أعود للقول بأن مقتل الطالبة السعودية يطرح أسئلة عدة عن حملات الكراهية التي بدأت تفوح رائحتها النتنة في الشارع الأوروبي، ولهذا فإن دعم الأندية الطلابية السعودية من قِبل السفارة بعد التهميش الذي تعرّضت له، كما نقلت ذلك صحيفة الحياة، 28 يونيو 2014، 30 شعبان 1435هـ، يُعدُّ خطوة في الاتجاه الصحيح، وخصوصًا لجهة الدور الإرشادي والتثقيفي الذي تمارسه منذ ما يقرب من أكثر من ثلاثين عامًا.
ولعلّي أستعيد شيئًا من بواعث إنشاء نادي الطلاب السعوديين في بريطانيا في مطلع الثمانينيات الميلادية، حيث كان الطالب قبل تلك الحقبة يجد نفسه موزعًا بين توجهات فكرية متباينة، تتبناها الجمعيات ذات الصبغة القومية والأخرى الدينية، فجاء إنشاء النادي -آنذاك- بدعم من معالي السفير السعودي الأسبق والراحل ناصر المنقور -رحمه الله- ليضع حدًّا لذلك الانشطار الفكري -إن صح التعبير- ومطلوب اليوم في ظل الظروف التي يعيشها المجتمع البريطاني أن تؤدّي دورها الذي أُنشئت من أجله، بعيدًا عن ضروب الأدلجة والتي يسوق أصحابها فكرًا مشوهًا ودخيلاً ومتعارضًا مع الانتماء لهذا الوطن ومنطلقاته المعروفة بوسطيتها وتسامحها.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store