Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

بين القيادة والإدارة في التعليم العالي

ذكرت في مقالي الأسبوع الماضي الذي كان بعنوان: (نظرات في القيادة الجامعية في التعليم العالي)، أن أ. د.

A A
ذكرت في مقالي الأسبوع الماضي الذي كان بعنوان: (نظرات في القيادة الجامعية في التعليم العالي)، أن أ. د. دون فريشواتر Professor Dawn Freshwater (مساعد الرئيس - جامعة ليدز Pro-Vice -Chancellor, University of Leeds) لخّص الإجابة عن سؤال: أي نوع من القادة الأكاديميين نحن نحتاج؟ بقوله: نحن بحاجة إلى قادة قادرين على تسهيل التجديد المستمر لهم كقادة وللفريق الذي يعمل معهم، وأعضاء هيئة التدريس والجامعة ككل. ووعدت بأن أتعرض لموضوع المهارات التي يجدر بالقائد الأكاديمي التحلي بها ليواجه التحديات في أيامنا هذه.
في تقرير خاص أصدرته دورية Academic Leader عام 2010م، بعنوان: مواصفات القائد الأكاديمي لمواجهة تحديات التعليم العالي اليوم Academic Leadership Qualities for Meeting Today’s Higher Education challenges، والذي أتمنى أن يطلع عليه كل من يهمّه أمر التعليم العالي، سأل روب كيلي Rob Kelly كلا من دونا قوس Donna Goss ودون روبيرتسون Don Robertson منسقي معهد تطوير القيادة في كلية نورثامبتون الجامعية، عن مجموعة من النقاط الهامة حول القيادة الأكاديمية ومواصفاتها وأدوارها. من تلك المقابلة - مع بعض من التعليق والإضافات - أنقل إليكم ما يلي:
* التأكيد على أن الاضطلاع بدور القائد هو "اختيار" Leadership is a Choice.
* هناك فرق بين دور القائد Leader والمدير Manager ولابد من إدراك هذا الفرق جيدا أثناء ممارسة القائد الأكاديمي لدوره. فمن أهم الفروقات الجوهرية أن المدير هو المسؤول عن تسيير الأعمال اليومية والإشراف على تنفيذها، بينما القائد الأكاديمي هو ذلك الشخص صاحب الرؤية التي يستشرف بها المستقبل ويفكر في الغد وكيف ننتقل إليه.
* القائد هو ذلك الشخص الملهم لفريق عمله وموظفيه، للتفكير معه في التغيير والتطوير والتحديث، ولا يمنعهم من ذلك! بل يُبقي روح التحفيز والقلق الإيجابي شعلة مستمرة في نفوسهم ويطوّرها إيجابيا.
* من المخاطر التي تواجه القائد، الانغماس الشديد في تسيير الأعمال اليومية لمؤسسته، مما يشغله عن دوره الأساسي والذي لا يمكن أن يقوم به سواه.
* أما كيف يُكتشف القائد من بين المجموعة التنفيذية بالمؤسسة الأكاديمية، فهو بوجود روح التساؤل والنقاش البناء، وقبول التحدي والرغبة في تحمل المسؤولية من خلال المشاركة في العديد من اللجان التنفيذية، وروح الفريق الواضحة في شخصية ذلك القائد المحتمل.
* القيادة ليست "منصبا" يتقلده الشخص، ولكنه "اختيار" يتقمصه ويمتلكه بحيث ينمّيه ويعمل على تطويره. أما التكليف فهو للعمل الإداري ومسؤولياته اليومية وواجباته.
* بالرغم من القناعة بأهمية وجود معاهد ومراكز لتدريب القادة واعتبارها وسيلة جيدة للتدريب، إلا أن القيادة الحقيقية هي موهبة في الأساس تصقلها تلك المعاهد والدورات والمحاضرات.
إنني أؤمن أنه لا يولد إنسان ما وهو يحلم أن يكون قائدا (من أي نوع) منذ لحظة ولادته تلك، ولكنه خليط من الموهبة والتعلم والمعاناة والتدرج البطيء أحيانا كثيرة، وحين يتسلّم ذلك الإنسان زمام القيادة فإنه سيكتشف أنها كذلك خليط عجيب ومتنافر أحيانا من: القائد الميداني صاحب القرارات السريعة لحل مشكلات آنية، والمفاوض ذو النفس الطويل، والمفكر صاحب الرؤية، كما أنه اللاعب على حبال متعددة كلاعبي السيرك!
وأختم بتوصية عامة لكل القادة نقلا عن ليفين Levin حيث يقول:
Walk gently, leaving tracks only where they can make a difference. Where no difference can be made, walk without leaving tracks. والذي يمكن ترجمته (سر بهدوء، وأترك آثارا لخطواتك حين يكون لها تأثير, أما حيث لا يكون لك تأثير فلا تترك أثراً!). كم نحن بحاجة إلى قادة أكاديميين يتركون آثارا وبصمات في مسيرة التعليم العالي، وبحمد الله لدينا الكثير من أولئك، وممن هم مؤهلون لذلك.. ولكننا دائمًا بحاجة إلى استكشاف المزيد من الذين حباهم الله بصفات القيادة.. وبالله التوفيق.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store