Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ليس دفاعا عن.. ولكن

حين استمعت إلى حديث معالي رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الأستاذ عبدالرحمن الهزاع مع الإعلامي عبدالله المديفر في برنامجه الرمضاني الشهير "في الصميم"، وتشخيصه الصريح لمدى صدقية شركات التسويق المعروفة الي

A A
حين استمعت إلى حديث معالي رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الأستاذ عبدالرحمن الهزاع مع الإعلامي عبدالله المديفر في برنامجه الرمضاني الشهير "في الصميم"، وتشخيصه الصريح لمدى صدقية شركات التسويق المعروفة اليوم في الخليج، التي لا تستند في بيانها التسويقي على آليات عملية واضحة ودقيقة، وأن جهاز التلفزيون بمعية عدد من شركات الإنتاج المرئي والمسموع قد عزموا العقد على إنشاء شركة جديدة للتسويق، تعتمد آليات دقيقة وعملية لبيان نسب المشاهدة وحجمها لكل قناة وكل برنامج، أدركت في حينه سبب الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الأستاذ الهزاع على الصعيد الشخصي، وفهمت مرجعية الانتقاد الحاد الذي يتعرض له التلفزيون الوطني على صعيد الأداء البرامجي والإنتاجي بوجه عام، وواقع الحال فلست هنا بصدد الدفاع عن أبي ياسر، وإن كان يستحق ذلك لدماثة خلقه وأداء عمله المهني الذي بات ملموسًا لكل متابع منصف، حيث لن يختلف اثنان على تطور الأداء البرامجي لعديد من قنوات التلفزيون، بل وصار واضحًا للعيان مدى تحرر عدد من تلك البرامج من تدخل كل موظف غير مهني، ولا أقول ذلك مبالغة، بل إدراكًا عن قرب، من واقع متابعتي لبعض البرامج على القناة الثقافية السعودية على وجه الخصوص، التي أخذت على عاتقها مناقشة عديد من المواضيع بحرية كاملة، وبمهنية عالية، كما هو الحال مع برنامج "الثقافة اليوم" وبرنامج "الصالون الثقافي" المباشرين، والأمر حتمًا يتعدى القناة الثقافية إلى غيرها من القنوات السعودية الرئيسة، وهو ما فرض وجود عديد من البرامج السعودية على خارطة المشاهد العربي بوجه عام، على أنها في المقابل لن تكون في يوم من الأيام كغيرها من القنوات التجارية الخاصة، ولن يمكنها أن تعرض عديدًا من برامجها بذات الصورة والشكل الذي تعرض به بعض القنوات الخاصة، ولا يقتصر ذلك على التلفزيون السعودي وحسب، بل هو ممتد لكل القنوات الحكومية الرسمية، التي تنطلق من ثوابت وحيثيات قيمية لا يمكنها تخطيها بأي حال من الأحوال، وبالتالي فمن الإنصاف لكل من لم يرَ ذلك التحسن في الأداء البرامجي في القنوات الفضائية الرسمية، ولم يستشعر حالة التطور الكائنة بها، لكونه قد ألف النظر إلى التلفاز بعين بعض القنوات التجارية الخاصة، وحكم على الأداء البرامجي من خلال رؤيته لبعض البرامج الترفيهية المستنسخة شكلاً ومضمونًا من بعض البرامج الغربية، أن يأخذ ذلك الأمر بالحسبان، حين الحكم على طبيعة الأداء البرامجي للتلفزة السعودية.
على أنني في الوقت ذاته وإيمانًا بأهمية التحديث والتطوير، أُشدِّد على ضرورة أن تعتمد المؤسسة الإعلامية السعودية دورات تدريبية متنوعة لجميع العاملين بها والمتعاونين معها، فالوصول للقمة يحتاج إلى جهد كبير، والبقاء هناك يحتاج إلى جهد أكبر.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store