Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الأحوال المدنية: قولوا حسنا.. وافعلوا شيئا!!

‏نشرت هذه الصحيفة الغراء يوم الأحد الماضي خبرا في صفحتها الأخيرة عن تعامل الموظف المسؤول عبد ‏الرحمن الدعيلج (مدير المتابعة في الأحوال المدنية بمنطقة مكة المكرمة) مع مجموعة من المواطنين الذين ‏أرادوا الالتقاء به عند زيارته مكتب الأحوال في قرية (العرضية).

A A
‏نشرت هذه الصحيفة الغراء يوم الأحد الماضي خبرا في صفحتها الأخيرة عن تعامل الموظف المسؤول عبد ‏الرحمن الدعيلج (مدير المتابعة في الأحوال المدنية بمنطقة مكة المكرمة) مع مجموعة من المواطنين الذين ‏أرادوا الالتقاء به عند زيارته مكتب الأحوال في قرية (العرضية). الأخ عبد الرحمن أشار إلى أن مهمته لا ‏تتضمن لقاء المواطنين ولا حتى مصافحتهم (ربما تجنبا لتلوث أو عدوى). ويبدو أن سعادته في مهمة خاصة ‏كبيرة جدا لا تتضمن حتى (كلمة طيبة) لأناس بسطاء من أبسط حقوقهم أن يُمتثل فيهم توجيه الحق تبارك ‏وتعالى: (وقولوا للناس حسنا).‏وزاد الطين بلة سخريته من المواطنين (الذين استبشروا بوجوده)، وتهديده باستدعاء الشرطة إن لم يتوارى ‏مندوب الصحيفة عن أنظاره الكريمة! أملي ألا تقتصر المهمة الجليلة على قبض بدل الانتداب، وربما تشريف ‏حفل غداء هنا وعشاء هناك. ‏أما التطوير والمتابعة، فالأولى بهما إدارتا الأحوال في مدينتي جدة ومكة المكرمة القابعتين خلف التاريخ ‏تستنجده إطلاق سراحهما كي يلحقا بالعالم المتحضر الذي نسي تماما مشاهد الطوابير المخجلة والمعاناة ‏المستمرة والصبر الطويل.‏تصوروا أن مجرد تغيير مهنة يستغرق أكثر من مشوار: مشوار لأخذ موعد، وآخر لإنجاز المهمة العظمى بعد ‏أسبوع أو 10 أيام. وأما إصدار بطاقة هوية جديدة أو استبدال أخرى قديمة، فلا أقل من أسبوعين أو ثلاثة، ‏وربما شهرين إذا استلزم الأمر إرسال الملف إلى الرياض للتثبت من شخصية زيد، أو للتأكد من تاريخ عبيد.‏كل هذه الصور المخجلة من المعاناة التي يعيشها مواطن القرن الواحد والعشرين في بلاد الثراء والنفط يصحبها ‏بخل شديد حتى بالكلمة الطيبة، وبالوعد الحسن حتى لو انتسب إلى عرقوب الذي خلّد بيت شعر ذكراه، ونسي ‏خلفُه الذين أشبعونا من بضاعته أضعاف ما سجّله التاريخ بحقه.‏بالله هل لا زلنا عاجزين إلى هذا الحد عن تقديم حلول عملية ميسرة؟ وهل يصعب خصخصة هذه الخدمة (أو ‏حتى نصف خصخصة)، ولو بمقابل مادي يحفظ للمواطن كرامته ووقته ويقضي على قلقه وتوجسه كلما اضطر ‏إلى مراجعة الأحوال المدنية الموقرة!!‏أيها المواطن المسؤول: رفقا بالمواطن البسيط المغلوب!!!‏
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store