Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مسجد الأحزاب: الموقع الذي دعا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستجيب له

مسجد الأحزاب: الموقع الذي دعا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستجيب له

مسجد الأحزاب مسجدٌ تاريخي أثري معروف في جبل سلع، يقع المسجد على قطعة من جبل سلع في الغرب، ويسمى مسجد الأحزاب لأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا فيه على الأحزاب فعن عبدالله بن أبي أوفى قال: دعا رسول ا

A A

مسجد الأحزاب مسجدٌ تاريخي أثري معروف في جبل سلع، يقع المسجد على قطعة من جبل سلع في الغرب، ويسمى مسجد الأحزاب لأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا فيه على الأحزاب فعن عبدالله بن أبي أوفى قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأحزاب فقال: اللهم منـزل الكتاب، سريع الحساب، اللهم اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم». متفق عليه وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «لا إله إلا الله وحده، أعز جنده ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده، فلا شيء بعده». متفق عليه مع ملاحظة أن الدعاء الوارد في الحديثين السابقين المتفق عليهما قيلا في غزوة الأحزاب لكن لم يحدد المكان أي: أن الحديثين لم يُذْكَرْ أنهما يقترنان بمسجد الفتح، ويسمى المسجد الأعلى لكونه ضمن مجموعة من المساجد المتقاربة تسمى لاحقًا «المساجد السبعة» وهو أعلاها، أما تسميته بمسجد الفتح، فيحتمل أنه سمي به لأنه أجيبت فيه دعوة النبي صلى الله عليه وسلم على الأحزاب، فكان فتحًا في الإسلام.
وقد وردت عدة روايات تثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد صلى في موقع المسجد الأعلى فعن جابر رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في مسجد الفتح..). وهذه الرواية أوردها كل من ابن الحسن بن زبالة والمطري، وابن النجار، والمراغي، والفيروزآبادي، والسمهودي.علماً بأن موقع مسجد الأحزاب لم يكن مسجدًا في عهده صلى الله عليه وسلم، وإنما كان موقعًا لقيادة الجيش الإسلامي أمام جيوش الأحزاب، وكذا المواقع التي حوله والتي اتخذت فيما بعد مساجد، وقد حظي هذا المسجد بعناية من الخلفاء والأمراء والملوك عبر العصور والأزمنة وأولهم الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبدالعزيز فهو الراعي الأول لمسجد الأحزاب حسب أقوال المؤرخين، فقد ذكر أبو الحسن بن زبالة (ت 199هـ)، والواقدي (130-207هـ) وابن شبة (172-263هـ) أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد الأعلى. يقول ابن شبة: «حدثنا أبو غسان عن ابن أبي يحيى، عن الحارث بن فضل أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ يصلي أسفل من الجبل يوم الأحزاب، ثم صعد فدعا على الجبل». وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كرر الدعاء في هذا الموقع خاصة في الأيام الثلاثة الأخيرة من المعركة، وهي يوم الاثنين، ويوم الثلاثاء، واستجيب له يوم الأربعاء بين صلاتي (الظهر والعصر)، وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه «أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا في مسجد الفتح ثلاثًا، يوم الاثنين، ويوم الثلاثاء، ويوم الأربعاء، فاستجيب له يوم الأربعاء بين الصلاتين فعرف البشرُ في وجهه قال جابر رضي الله عنه فلم ينزل بي أمر مهم غليظ إلا توخيت تلك الساعة فادعو فيها فأعرف الإجابة. «وعن جعفر بن محمد عن أبيه رضي الله عنهما» أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مسجد الفتح فخطا خطوة ثم الخطوة الثانية، ثم قام ورفع يديه إلى الله تعالى حتى رؤي بياض إبطيه -وكان صلى الله عليه وسلم أعفر الإبطين- فدعا حتى سقط رداؤه عن ظهره، فلم يرفعه حتى دعا دعاءً كثيرًا، ثم انصرف. فجميع المؤرخين للمدينة المنورة ابتداءً من أبي الحسن بن زبالة (ت199هـ) ثم الواقدي (ت207هـ) ثم ابن شبة (ت262هـ) ثم ابن جبير (ت578هـ) ثم ابن النجار (ت 643هـ) ثم ابن بطولة (ت 726هـ) ثم المطري (ت 741هـ) ثم مجد الدين الفيروزآبادي (ت 817هـ) ثم المراغي (ت 816هـ) ثم محمد بن احمد بن الضياء (ت 845 هـ) ثم السمهودي (ت 911هـ) ثم الذين بعدهم من المؤرخين مثل أحمد بن عبدالحميد العباسي وإبراهيم عباس الصديقي، علي بن موسى أفندي، عبدالقدوس الأنصاري ذكروا المسجد الأعلى، وذكر بعضهم المساجد الأخرى بالقرب منه وأخيرًا فإن مسجد الأحزاب من المساجد التي وثقها مؤرخو المدينة المنورة ولا يوجد أي خلاف على موقعه وقد يسمى مسجد الفتح أو المسجد الأعلى، قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحًا وجنودًا لم تروها وكان الله بما تعلمون بصيرًا»، الأحزاب: ٩ - وقد كثرت المناقشات وتعدد الجدال حولها ولا سيما مسجد الفتح الذي أسسه عمر بن عبدالعزيز -يرحمه الله- ما بين 88-93هـ، وهذا التاريخ له اعتبار كبير، لأنه عاصر الطبقة الأولى من التابعين، بل عاصر بعض الصحابة، ولم يهمل مسجد الأحزاب تاريخيًا أبدًا ويهتم به جميع من أصبح أميرًا على المدينة خلال التاريخ ويجدد بين فترة وأخرى وآخر من جدده خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز -يرحمه الله-، ومحبّ المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وكذا رئيس هيئة الآثار والسياحة يعرفان تمامًا أهمية هذا المسجد، وإنما ذكرت فئة المؤرخين السابقين للتوثيق فقط.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store