Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

لا تنخدعوا!!

يبدو أن اسرائيل قد أدمنت دماء الأطفال الفلسطينيين واستعذبت طعمه فباتت تروي عطشها إليه في كل عام أو عامين، ولكن كل أنواع الإدمان لابد وأن تنتهي يوماً بتدمير المدمن، ففي حربها الرمضانية هذا العام على

A A

يبدو أن اسرائيل قد أدمنت دماء الأطفال الفلسطينيين واستعذبت طعمه فباتت تروي عطشها إليه في كل عام أو عامين، ولكن كل أنواع الإدمان لابد وأن تنتهي يوماً بتدمير المدمن، ففي حربها الرمضانية هذا العام على غزة تفننت إسرائيل في وسائل القتل التي تستهدف الأطفال بمن فيهم أولئك الذين يلعبون الكرة على الشاطئ أو الرضع أو الطفل الذي التقطت صورته بعد استشهاده وهو يحتضن أخاه الأصغر الشهيد إلى جواره وكأنه يفتديه بجسده وروحه.
لا تنخدعوا بما يقوله "الحمل" الإسرائيلي من أنه إنما يدافع عن نفسه في وجه الهجمات الصاروخية الوحشية التي يشنها عليه الفلسطينيون، فإسرائيل لديها نظام عسكري متطور للدفاع ضد الصواريخ اسمه "القبة الحديدية" وهو نظام أثبت فعاليته في هذه الحرب حين تمكن من اعتراض الأغلبية الساحقة من صواريخ المقاومة الفلسطينية واسقاطها قبل وصولها إلى أهدافها، ولا تصدقوا ما يدعيه العدو الإسرائيلي من أن الهجمات الفلسطينية تهدد أمن إسرائيل ومواطنيها، فواقع الحال أن مواطناً اسرائيلياً واحداً فقط قد قتل في هذه الهجمات مقابل أكثر من ثلاثمائة شهيد فلسطيني جلهم من المدنيين حصدت أرواحهم آلة القتل الإسرائيلية، ولا تنساقوا وراء ادعاءات اسرائيل بأن أي حكومة في العالم لا يمكن أن تبقى مكتوفة الأيدي عندما تتعرض مدنها وقراها ومواطنوها إلى الخطر، فواقع الأمر هو أن أي حكومة في العالم سوى اسرائيل لا تمارس اليوم احتلال أراضي دولة أخرى واضطهاد سكانها وحصارهم وتجويعهم ومن ثم تطلب منهم أن يرضخوا ويستكينوا وهي مستمرة في قضم أراضيهم وتدنيس مقدساتهم ونشر المستوطنين المتطرفين بينهم.
إن هدف اسرائيل المعلن منذ بدء هذه الحرب الهوجاء على الشعب الفلسطيني هو تدمير الوحدة الفلسطينية، فمع أن إسرائيل قد اشتكت طويلا من أن السلطة الفلسطينية في رام الله ليست شريكاً كاملاً في صنع السلام لأنها لا تمثل الشعب الفلسطيني في غزة إلا أنها في واقع الأمر كانت سعيدة بالتخفي حول هذه الحجة واستخدامها للتنصل من استحقاقات السلام، واليوم باتت حكومة الوحدة الفلسطينية تمثل تهديداً لإسرائيل لأنها تحرمها من أعذارها حول التوصل إلى حل سلمي ينهي الاحتلال ويزيل الاستيطان ويمنح الفلسطينيين حقهم في تقرير مصيرهم.
لا تنخدعوا بادعاءات إسرائيل ولا ترددوا أقاويلها وأكاذيبها فهدف اسرائيل هو إضعاف حكومة الوحدة الفلسطينية، ولكن علينا أيضاً أن ندرك أن استئثار أي فريق فلسطيني بقرار الحرب والسلام هو أيضا إضعاف لحكومة الوحدة وانتقاص من مصداقيتها وقدرتها على اثبات نفسها بصفتها الشريك الذي يمثل الشعب الفلسطيني بمختلف فئاته وأطيافه وحيثما كان موقعه، وفي كل معركة مع إسرائيل يثبت الشعب الفلسطيني صموده وشجاعته وقدرته غير المحدودة على العطاء والتضحية، ويبقى على قياداته أن يظهروا القدر نفسه من الشجاعة والشعور بالمسئولية وذلك عن طريق توحيد قرار الحرب والسلام في يد حكومة الوحدة التي ارتضتها فصائل الشعب الفلسطيني ممثلة لها وقائدة لنضالها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store