Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الشفاء بين «المناعي» و»المعنوي»!!

هناك شيئان يتصف بهما الله سبحانه وتعالى لا يمكن أن يمتلكهما الإنسان على الإطلاق (ألا له الخلق والأمر) فليس هناك أي مخلوق على وجه الأرض يستطيع أن يخلق خلية واحدة، ناهيك عن كائن كامل، كما أنه ليس لأحد ق

A A
هناك شيئان يتصف بهما الله سبحانه وتعالى لا يمكن أن يمتلكهما الإنسان على الإطلاق (ألا له الخلق والأمر) فليس هناك أي مخلوق على وجه الأرض يستطيع أن يخلق خلية واحدة، ناهيك عن كائن كامل، كما أنه ليس لأحد قدرة أن يتخذ أمرًا وقرارًا تنفيذيًّا في شأن الكون والحياة إلاّ الله سبحانه وتعالى (ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن)، فالأمور كلها بأمر الله تسير، ومن هذا الباب يمكن أن تستوعب الأذهان والأفهام أن الدعاء عندما يرفعه الإنسان إلى الله إنما يمثل استعانة عاجز بقادر (إن الله على كل شيء قدير)، وإن ما جاء في الكتاب والسنّة من أدعية تقال في اليوم والليلة إنما تمثل سببًا وقائيًّا بحماية "القادر" لمن يقولها، وإن آيات الله مثل سورة الفاتحة شافية كرقية، كل ذلك لأن الأمر مرتبط بأمر الله إذا أراد شيئًا إنما يقول له كن فيكون، دون أن يكون هناك سبب مادي، فالسيدة العذراء مريم عليها السلام عندما كان يدخل عليها زكريا يجد عندها فاكهة دون أن يكون الوقت هو موسم تلك الفاكهة، فيستغرب قائلاً: أنّى لك هذا؟ فتقول بإجابة مختصرة ومباشرة كلها ثقة: هو من عند الله. عديم الايمان بالله، أو ضعيفه سيكون موقفه ممّا تقوله السيدة العذراء مستهجنًا ومغايرًا لموقف نبي الله زكريا عليه السلام بأن هذا تخريف، بل إن نبي الله زكريا يوم أن سمع منها الرد والإجابة ازداد تعلّقه بالله، وزادت ثقته به سبحانه وتعالى، وطمع فيما عند الله، فقدم له طلبه ودعاه (هنالك دعا زكريا ربه) وطلب منه ما يشبه المستحيل وهو أن يرزقه طفلاً وليس فاكهة في وضع ليس فيه ما يوجب بالأخذ بالأسباب، فهو طاعن كبير في السن، وامرأته عاقر لا تنجب، فكان الجواب المباشر من الله (كذلك يفعل الله ما يشاء).
الأخذ بالأسباب حق ومطلوب، وليس لأحد أن يحيد عنه، ولا يمكن تركيب عجلة الحياة ومتطلباتها على أمر الاتكالية وعدم مراعاة القوانين الكونية والحياتية، وانتظار ما تمطره السماء من ذهب وفضة؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: (فاسعوا في مناكبها) لكن إحدى وسائل اتّخاذ الأسباب "الدعاء"، وأحد اتّخاذ الأسباب "أدعية الصباح والمساء"، وأحد اتّخاذ الأسباب "رقية القرآن الكريم"، واليقين في الدعاء والأدعية والرقية سببًا في تحقيق الإجابة، وكلما ضعف اليقين كلما بعدت الإجابة، ولله المثل الأعلى، نجد طبيًّا أنه إذا معنويات (اعتقاد) المريض مرتفعة فإن ذلك يساعد في تحقيق الشفاء؛ لأن ذلك يرفع من أداء الجهاز المناعي المسؤول عن محاربة المرض، والعكس بالعكس إذا المريض كانت معنوياته ونفسيته ومعتقده في الشفاء ضعيفًا كلما انهارت وقلّت خلاياه المناعية المحاربة للمرض. فما سر ذلك؟ ليس معروفًا إلى الآن علميًّا سبب ذلك.
إن جهاز المناعة من عالم الحس، وهو يتأثر بالمعنوي والنفسي، وعالم الحس ضئيل ومحدود مقارنة بعالم الغيب الذي يعلمه الله، ويوجهه كيف يشاء، تارة بالدعاء عند إجابته وتارة بالأدعية عند المحافظة على ترديدها وثالثة برقية القرآن الكريم بشرط في الثلاث حالات الاعتقاد المعنوي والنفسي، والثقة بقدرة الله سبحانه وتعالى بأن الأمر كله من عنده.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store