Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

داعش والبعث والحركة الصهيونية

لم يكن حزب البعث في يوم من الأيام إلا خنجراً مُوجهاً صوب الأمة العربية وقضاياها القومية، ولم يجن العرب من حكمهم إلا كل مشقة وعناء، إذ على الرغم من تشدق الرئيس السابق صدام حسين بخطبه تمجيداً للعرب، لكن

A A
لم يكن حزب البعث في يوم من الأيام إلا خنجراً مُوجهاً صوب الأمة العربية وقضاياها القومية، ولم يجن العرب من حكمهم إلا كل مشقة وعناء، إذ على الرغم من تشدق الرئيس السابق صدام حسين بخطبه تمجيداً للعرب، لكنه واقعاً قد عمل على تدميرهم وإهلاك مقدراتهم المادية والمعنوية، فكان أن أهلك شعبه وأرهق مقدراتهم الاقتصادية بإعلانه الحرب على إيران، ثم بقرار عبثي أقدم على غزو الكويت فكانت النتيجة أن تم تدميره شخصياً وتدمير ما بقي من مقدرات العراق الاقتصادية، وإضعاف الصف العربي إجمالاً.
واليوم يعود بواقي البعث في العراق على أكتاف حركة داعش، ذلك المكون الهجين في تركيبه بين فئات شابة مُغرر بها، وقيادات عميلة صنعت في أروقة ودهاليز الموساد بعلم ودون علم، وخبراء يتحكمون في إنتاج وإخراج مشاهد العنف والدمار من وراء حجاب.
والنتيجة ما بتنا نشاهده من قتل عبثي، وإزهاق للأرواح البريئة، وتفتيتٍ أكبر للصف العربي بوجه خاص، من خلال تعميق عدد من الطروحات الطائفية بين جوانبه، التي منها إثارة الصراع البيني بين مكون السنة والشيعة في العمق الإسلامي، وتعميق الفجوة بين مكون المسلمين ومختلف الطوائف الدينية من مسيحيين وصابئة وغيرهم في الإطار الإنساني. وحتماً فالكاسب الوحيد من كل ذلك هو العدو الصهيوني، الذي يرتع اليوم ويمرح دون حسيب أو رقيب في قتل أهلنا في غزة.
على أن الأكثر إيلاماً، والأشد وجعاً وفتكاً بين كل ذلك، أن ينبت بيننا من يُدافع عن الكيان الإسرائيلي ويبرر جرائمه، ويعمل على حرف الانتباه عن القاتل الذي تتقاطر الدماء من خنجره، إلى المجني عليه المسكوب دمه على التراب.
إنه أسوأ ما بتنا نعيشه اليوم، ويقيناً فإنه قد فاق سوء ما أنتجه حزب البعث وحركة داعش مجتمعين. ذلك أن الأخيرين لم يعملا على تبرير جرائم العدو الصهيوني، بل صدح البعث بخطب رنانة يُهدد فيها الكيان الصهيوني الغاصب، والأمر كذلك مع داعش، أما الليكوديون العرب ـ بحسب وصف محمد المختار الشنقيطي ـ فقد انغمسوا في الارتماء في أحضان إسرائيل، ليَروا المشهد بعيون ظالمة لا تاريخ لها. إذ أهم ما يهتم له الإسرائيلي اليوم هو مسح الذاكرة من أي مشاهد أو معلومة لا تتوافق مع توجهاتهم.
السؤال: ألم يئن الأوان لنا كمسلمين سنة وشيعة، وكعرب مسلمين ومسيحيين، لأن ندرك مغازي أعدائنا الصهاينة، فنعمل على قتلها في مهدها؟ وما أجدرنا أن نتفكر ونعي قوله تعالى (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ).
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store