Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حرْبان: قذرة وشريفة

لم تمرّ على بلداننا العربية أيام أشد سفكاً للدماء كهذه الأيام. فنحن نشهد صراعات مغرقة في البشاعة وعدم الإنسانية ستقود إلى تفتت كيانات بعض دولنا حتماً. وقد ظهرت بوادرها في العراق بشكل واضح.

A A
لم تمرّ على بلداننا العربية أيام أشد سفكاً للدماء كهذه الأيام. فنحن نشهد صراعات مغرقة في البشاعة وعدم الإنسانية ستقود إلى تفتت كيانات بعض دولنا حتماً. وقد ظهرت بوادرها في العراق بشكل واضح. وهي في سوريا في مرحلة رسم الخطوط (الجرافايتية) الأولى للوحة. وهذا كله يرتكب بأيدينا. أما ما هو بأيدي الأعداء، فهو الدمار والسفك للدماء الزكية في غزة الصامدة الأبية.
عندما نقول أن ما يحدث هو "بأيدينا" هو من باب المجاز، لأن ما يجري في شتى الجهات الأربع لبلداننا العربية، إنـما هو نتيجة تنفيذ المخطط المعدِّ لتفتيت هذه الدول لتصبح دويلات، بل إقطاعيات مهلهلة لا تستطيع الصمود بمفردها. ولا تملك مقومات الاستقلال الذي يجعلها معتمدة على ذاتـها بـمقوماتـها الفكرية،وقوتـها البشرية، وثرواتـها الطبيعية، ومنتجاتـها الزراعية والصناعية.
وللأسف يخوض أبناء أمتنا هاتين الحربين المدمرتين: أولاهما، حرب شرف وصمود وكرامة ضد عدو واضح صريح لا ينتمي إلى منطقتنا العربية من ناحية الجذور، أو اللغة، أو التاريخ والتراث؛ والأخرى، حرب ذلة وإرهاب وتفتيت للوطن والأمة، ولكنها بأيدي أناس منا عصفت بـهم الأهواء. وسواء أكانوا هم من طغاة ورؤساء لتلك الدول، أو من المندسين المدعين لتحريرها؛ فهم جميعاً متشابـهون.
هذه الحرب الشريفة وتلك الحرب القذرة، سينهيها الله، بإذنه، بصمود الشرفاء، ودحر أعدائـهم والنصر المؤزر لهم. وأما الآخرون الذين تلوّثت أيديهم بدماء أبناء أمتهم، فما لهم إلا الخسران. نسأل الله أن يكف بأسهم ويدحرهم وينجّي الأبرياء من طغيانـهم. ونسأل الله، في هذه الأيام والليالي المباركات، أن يهيئ للعرب والمسلمين من يقودهم إلى وقف نزف دمائهم،ووقف خطط تقسيمهم ودمارهم. ويحقق لهم العزة، والعودة إلى صواب الرأي، وسمو الهدف، ووحدة الأوطان.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store