في كل عيد يؤلم العرب أنفسهم بالحزن حتى أصبح سلوكهم حالة مرضية تعبر عن الأفراح. وليس أدل من ذلك استشهادهم ببيت المتنبي الشهير. ولكن هذا العيد، هو فعلاً حالة حزن حقيقية واقعة، وليست حالة نفسية أو مرضية. كما أنـها ليست خيالاً. فقد سبق عيدنا غير السعيد ـ واستمرَّ بعده ـ قصف الصواريخ، وتدمير الطائرات والقنابل، بالاعتداء الوحشي المروّع، على أهلنا وإخواننا في غزة الصامدة الأبيّة.
اعتداءات الآلة العسكرية الصهيونية المتوحشة لم تفرق بين شيخ كبير، ولا طفل رضيع، ولا امرأة وبين رجل قوي مناضل. ولم تفرق بين مدرسة أو مستشفى أو بيت أو شارع ومبنى. كل البشر وكل المباني وكل البنى التحتية أهداف ترى تلك الآلة الصهيونية أن استهدافها واجتثاثها والتخلص منها أمر من استراتيجياتـها العسكرية. لقد فاق تصرف اليهود في سلوكهم بشاعة سلوك النازيين بمراحل فلكية شاسعة.
ويقف المواطن العربي معلقاً في بحار السياسة ـ ذات الحبال الطويلة والمسارب الملتوية ـ لكي تغرقه فيها وتتجاذبه من كل اتجاه، إلى كل اتجاه، فيتيه فيها ولا يستطيع مساعدة إخوانه. ويقف بلا سلاح أو عتاد ليقاوم الآلة العسكرية الباغية التي تعتدي بالسلاح المتطور، وهو لا يملك الأسلحة القديمة المتخلفة فلا يستطيع مساعدة إخوانه. وتقف أمامه الأمم المتحدة والدول الكبرى، فتمنعه من إيصال الدواء والمال والغوث إلى إخوانه وأهله.
وكم يشعر العربي بالخزي والهزيمة واليأس أمام موقفه الذي سيق إليه، وفي ركنه المظلم الذي صفِّد فيه. ويدعو الله أن يعين إخوانه في محنتهم. ويهيىء له الأسباب لمساعدتـهم ومؤازرتـهم، لأنه يعلم بأن غزة وفلسطين والقدس، هي القضية الكبرى والأولى. فإن فرط فيها، أو تشاغل عنها، فلن يكون له مستقبل أو حياة.
العرب ونازية اليهود
تاريخ النشر: 03 أغسطس 2014 02:18 KSA
في كل عيد يؤلم العرب أنفسهم بالحزن حتى أصبح سلوكهم حالة مرضية تعبر عن الأفراح. وليس أدل من ذلك استشهادهم ببيت المتنبي الشهير.
A A