Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

لسانك أمانة .. فانصح

أيها الأمين .. أيها المؤتمن .. أيها المجالس .. أيها المستمع .. احذر هذا إنه لسانك .. لسانك أمانتك , ذلك المؤشر لشخصيتك , ذلك المعرِّف لهويتك ..

A A
أيها الأمين .. أيها المؤتمن .. أيها المجالس .. أيها المستمع .. احذر هذا إنه لسانك .. لسانك أمانتك , ذلك المؤشر لشخصيتك , ذلك المعرِّف لهويتك .. هذا فاتح الأبواب المغلفة , ومغلق الأبواب المفتوحة , فلكل شئ مفتاح واحد , ولكن من حكمة الله ـ جل وعلا ـ أن جعل لكل لسان بابين ؛ فأغلق هذين البابين على لسانك , ولا تتلفظ إلا بما ينفعك ويسعدك ويسعد مجتمعك , فاحذر من هذا المخلوق العجيب , واحذر مما تتلفظ به , فإن لم تحسن النطق فسوف تكثر الأخطاء التي ينتج عنها الشقاء ..
لسانك قد يرفعك ويسمو بك للمجد والعلا , ولكن .. ومن هنا يأتي التحذير .. إذا تركت له العنان وأفلتَّ له اللجام ؛ فإنه لا محالة سوف يرديك من قمم الجبال الشامخة فتتمزق , فاحرص كل الحرص على مابين الفكين , وهو لسانك , فإنه الصديق وهو العدو , لأنه دائما معك أينما كنت , وهو إما أن يكون لك كالأفاعى السُّود , وإما أن يكون لك كالعسل الصافي وكالرحيق الطاهر وكالماء الزلال , فإذا أحسنت ما تتلفظ به من ألفاظ أنت مخرجها من لسانك , فإنك ستكسب الأجر والمثوبة قبل أن تجني المصالح من وراء ما تنطق به , فأحسن النطق تعش سعيداً , وفي هذا الزمان نجد كثيراً لا يكترثون وليس لديهم إحساس ولا تبصر على ما يفضفضون به في أعمالهم أو مجالسهم , أو مع من يتعاملون معهم أو مع أبنائهم .. هنا نقول لهم : إن النطق سعادة , وإذا أتيت بالنصح والكلمة الطيبة لمن لا يقدرون النصح منك ولا يعرفون معنى النطق ؛ فقد ينفرون منك ويشعروك بأن هذا تدخل في شؤون حياتهم ؛ لأنهم ليست لديهم دراية ولا معرفة بالشؤون الحياتية , ولا يعرفون ما يبنى على الألفاظ في حياتنا .. هؤلاء قمم المشكلات في حياتنا , وعندما تتبادل مع هذا الصنف الأحاديث التي تصل إلى درجة الحساسية ؛ تجد أنه يعيش حياة نكدة , ولكنه يجعل العيب فيمن يتعاملون معه , ونسي تكوينه وما يثرثر به لسانه .. هنا تبدأ المشكلة الناتجة عن سوء النطق من هؤلاء , ولو حاولت أن تفهم ما تتلفظ به ألسنتهم , فسوف تنفر من هذه الفصيلة , وتتركها تصول وتجول في المجالس ؛ لأنهم نسوا أنهم أصحاب المنطق السيئ , وعلينا أن نقول لهم : يكفيكم من اللامبالاة وسوء الألفاظ ؛ لأن الخسران حينئذ سوف يكون حليفكم ولا تلوموا إلا أنفسكم , وليتكم تقفون لحظة مع أنفسكم وتحاسبوها ؛ لأنكم أضعتم هذه الأوقات الثمينة هدراً وبدون فائدة .
اللفظ أمانة .. وإذا أردنا أن نتكلم عن الأمانة فإن أمرها عظيم , فإذا عرف كل منا أنه من أهل الأمانة وأهل الصلاح والتقى ؛ فسوف يكون من عباد الله المقربين وقد أمرنا الله ـ عز وجل ـ بأن نكون أهل أمانة لما نسمع , والأمانة لها تبعاتها التي لا حصر لها , وما أثقلها وما أثقل تبعاتها على كل منا , ومن أهم الأمانات ألا نتجسس على الكرام وألا نغتابهم بألسنتنا , ولن يستقيم عمود حياتنا إلا بالوفاء والمحافظة على ما اؤتُمنَّا عليه .
وعلينا أن نتمسك بما أمرنا به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من فعل الخير , وأن نقدم النصح لمن يعاشرنا أو يجالسنا ؛ فهذه أمانة بأعناقنا نحافظ على ما اؤتمنا عليه في مجالسنا ؛ لأن المجالس فيها السرية والأمانة , ولا نسعى في أمر فيه مضرة على مجتمعاتنا , وإذا أحسسنا بالمضرة فعلينا بأن نخبر المسؤول للقضاء على هذه المضرة التي قد تلحق بمجتمعاتنا , وكما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «إِنَّ الْمَجَالِسَ ثَلاثَةٌ: سَالِمٌ، وَغَانِمٌ، وَشَاجِبٌ»رواه أحمد .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store