Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

نعمة الرضا

من حظى بنعمة الرضا نال السعادة في الدارين وعاش ومات مؤمن بقضاء الله وقدره وهو من ركائز الإيمان ومن دعائمه العظيمة التي يكمل بها إيماننا، ومن ثم يكمل ديننا وعزيمتنا في مسيرة حياتنا، وأن الرضا نعمة م

A A

من حظى بنعمة الرضا نال السعادة في الدارين وعاش ومات مؤمن بقضاء الله وقدره وهو من ركائز الإيمان ومن دعائمه العظيمة التي يكمل بها إيماننا، ومن ثم يكمل ديننا وعزيمتنا في مسيرة حياتنا، وأن الرضا نعمة من الخالق علينا وهبنا إياها لكي تكون مفتاحًا لطريق عيشنا في الدنيا واستيعاب جميع المشاهد والمواقف التي نواجهها دون الشك للحظة في أن كل ما يحدث لنا هو مكتوب من الله عز وجل ومقدرًا بإذنه وحده لا يمكن لأي مخلوق أن يخالف مشيئته وحكمته في هذا الكون، ولكن القليل منا من يعمل بهذه الموهبة ويفهمها ويطبقها بدرجات ونسب مختلفة يفوز بها من له البصيرة ويسعى إلى الحكمة التي هي ضالة المؤمن ومبتغاة.
كل يوم نمر بمواقف ومشاهد وامتحانات وابتلاءات في حياتنا اليومية تقف أمامنا في الرزق أو الصحة أو المال أو الأولاد أو الزوجة ونعلم يقينا بأنها مقدرة من عند الله وحده الذي جعل الأسباب لكي نأخذ بها ونرضى ونستسلم لعظمته وقدرته جلا وعلا، وأن نعي تماما أن كل ما يحدث في الدنيا بأمره، لابد لنا أن نوقن بهذا الأمر حتى نحقق الرضا التام ونرتاح من الأفكار التي توسوس لنا بعدم الرضا والقناعة من ما يحدث لنا، أن الابتلاءات التي تحدث للمسلمين في بقاع الأرض ليست إلا بأمر الله ولحكمته التي لا يعلمها سواه يقول سبحانه وتعالى: (وَعَسَى أن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) البقرة: 216، فكيف لنا أن لا نرضى أو حتى نشكك في هذه الابتلاءات والسبب في ذلك كثرة ما نسمع من تحليلات لأي ابتلاء أو حادثة أو مشكلة من عدة جهات وأشخاص يفسرونها كل على حسب توجهه ومعتقداته وغاياته الدنيوية، ونسوا بأن من كمال الإيمان الرضا بالقضاء والقدر ويكون الرضا بتذوق طعم الإيمان بالله، قد روى مسلم في "صحيحه" عن العباس بن عبدالمطلب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولا، لذلك لابد لنا أن نقول ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن ويجب تعلم الرضا بحقيقته الكاملة لا بمفهومه السطحي وأن نتعلم كيف ومتى ونتعود عليه كما علمنا سيد الأمة عليه الصلاة والسلام في دوام الشكر لله على نعمه التي أنعم بها علينا وفضل البعض منا على الآخرين، والصبر عن الابتلاء والمصيبة مع الأخذ بالأسباب لدفعها وتجنبها.
قال تعالى: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى)، رضا النفس من رضا الله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store