«أم جعفر»..35 سنة تقارع الحياة

تعمل السيدة أم جعفر في خبز الرقاق، والمعروف عند الأحسائيين بخبز المسح، منذ 35 سنة، وتتَّفنن في عمله ليل نهار، وتجد الرَّاحة والمتعة بعملها، الذي تواجه من خلاله النار أمام التَّاوة صيفا وشتاء.
وأشارت أم جعفر إلى أن خبز الرقاق من الوجبات الشعبية والمشهورة والمعروفة عند الحساوية منذُ زمنٍ بعيد، خاصة بين أهالي القرى الشرقية مثل العمران والجفر والجشة والقارة والتويثير والجبيل والفضول والمنيزلة، حيث يؤكل مع المرق «الصالونة» أو مع اللبن واللبن الرائب، أو مع الخبز المطوي في فصل الشتاء.
وعن تسميته بهذا الاسم قالت أم جعفر:»مُسمَّى «خبز المسح» جاء من مسح العجينة على (التاوة) وهي صاج حديدي، وهو عبارة عن قطعة من الحديد بشكل دائري يصل قطرها إلى ستين سنتيمترا ومحدبة أو دائرية ولها مقبض من الحديد، ويسمى خبز الرقاق، نظرا لأن سماكته قليلة».
وبينت أنها تجهز خبز المسح بمزج الطحين البر أو الأبيض بالماء والملح، ثم وضع كمية من العجينة الناتجة من ذلك على التاوة بعد تسخينها على الفرن العادي، ثم فرش مقدار من العجين على الصاج باليد، وقد يضاف عليه البيض أو الجبن أو الزعفران وذلك حسب رغبة الزبون.
وأضافت: «آخذ كتلة معينة من العجينة وأضعها على الطرف الأبعد المقابل لي من التاوة وأبدأ أُحوِّرها عليها بشكل دائري حتى إذا ما وصلت إلى أول نقطة انحرفت الحركة لتكون دائرة أقصر قطرا وبشكل حلزوني أيضا حتى أصل إلى المركز ليتبقى أحيانا جزء من العجينة لأرفعه وأضعه في «الطاسة»، ويتم ذلك كله بسرعة مدهشة.. وحتى يجف العجين في وقت واحد قبل أن أضع العجينة، أكون قد أزحت النار إلى خارج التاوة لتخفيف الحرارة عن اليد التي تمد للعمل ولتخفيف الحرارة حتى تنتظم عملية نضج الخبز».
بعد ذلك أزيح من فوق الخبز العجين الزائد بالسكين وحتى إذا ما نضجت أدخل من تحت طرفها السكين لأرفعها إلى النصف وأثنيها على بعض ومن ثم اثنيها مرة ثانية ليكون الخبز ربع دائرة ومن ثم إزاحتها من على التاوة تماما لأضعها في المنسف.
وعن أسعار بيع خبز الرقاق ذكرت أن سعر الكارتون ذي الحجم المتوسط يبلغ خمسين ريالا، وقيمة العشرة كيلوغرامات بمائة ريال، مبينة أنَّ الكثير من الزبائن بالدول الخليجية القريبة والمجاورة مثل البحرين والكويت وقطر يقبلون كثيرا على شرائه بل تتم التوصية عليه من فترة.