Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

استقالة الوزيرة وارسي وحسابات الانتخابات البريطانية القادمة!!

* الوزيرة البريطانية المسلمة- الوحيدة- في حكومة ديفيد كاميرون البارونة سعيدة وارسي قدمت استقالتها احتجاجاً على الموقف غير المتشدد للحكومة إزاء الصلف الإسرائيلي، الذي تجسد في الحرب البربرية ضد سكان غزة

A A
* الوزيرة البريطانية المسلمة- الوحيدة- في حكومة ديفيد كاميرون البارونة سعيدة وارسي قدمت استقالتها احتجاجاً على الموقف غير المتشدد للحكومة إزاء الصلف الإسرائيلي، الذي تجسد في الحرب البربرية ضد سكان غزة.
ومنذ قيام إسرائيل في عام 1948م وبدعم بريطاني عمالي تحدث مواجهات بين دواننغ ستريت ومكتب الشؤون الخارجية، فأثناء حرب السويس استقال الوزيرأنتوني نوتتنغ Anthone nutting من حكومة أنتوني إيدن وتبعه وزير من الدرجة الثانية وهو السير إدوارد بويل Boyle، وعند اندلاع حرب أكتوبر 1973م اتخذت حكومة إدوارد هيث- المحافظون- على لسان وزير خارجيتها آنذاك سير دوقلاس هوم قراراً صارماً وغير مسبوق بعدم بيع السلاح البريطاني لإسرائيل والعرب، وعدم السماح للطائرات الأمريكية بالتزود من الوقود في المطارات البريطانية وكذلك عدم تزويد إسرائيل بقطع غيار السلاح الذي تنص عليه عقود بيع سابقة.
وتتذكرمارجريت تاتشر والتي كانت وزيرة للتعليم في حكومة هيث -آنذاك- بكثير من المرارة هذا القرار غير المسبوق في تاريخ السياسة البريطانية وذلك لتعاطفها الشديد مع الحركة الصهيونية، وتذكر في الجزء الأول من مذكراتها "الطريق إلى السلطة" أن معظم زملائها في الحكومة كانوا تقليدياً ممن ينطبق عليهم الوصف المعروف في أدبيات السياسة البريطانية "المستعربون" Arabists ويحمل هذا المصطلح دلالة الانحياز إلى الجانب العربي، ولهذا فإنها عندما صعدت إلى السلطة تخلصت من معظم الشخصيات المشكوك في ولائها للحركة الصهيونية مثل Maudling الذي كان يدعو علناً وتحديداً في عام 1975م للاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية وإيان جيلمور Gilmour،المتحدث باسم وزير الخارجية في مجلس العموم، وكان الوزير الرسمي هولورد كارينغتون carington ،والذي كان له دور بارز في إصدار بيان الدول الأوروبية المعروف باسم "قرار البندقية" الداعي للاعتراف بحقوق الفلسطينيين فوق أرضهم، وبعد استقالة كارنغتون من منصبه خلفه فرانسيس بيم Pym، الذي كان شديد الانتقاد للاجتياح الإسرائيلي للبلد العربي "لبنان" عام 1982م، ولقد تخلصت تاتشر منه عند تشكيل حكومتها الثانية عام 1983م، وهناك انطباع بأن كاميرون أقرب ما يكون إلى النسق التاتشري وكانت تصريحات وزير خارجيته الجديد فيليب هاموند Hammond، أقرب إلى الانحياز لوجهة النظر الإسرائيلية، ولهذا وجه نائب رئيس الوزراء - الشريك الديمقراطي للمحافظين في الحكومة البريطانية الحالية- نيك كليغ Clegg، انتقاداً حاداً لموقف كاميرون المنحاز للسلوكيات الإسرائيلية، والغريب في الأمر أن زعيم المعارضة ديفيد ميلباند Miliband والذي يعود لجذور يهودية شرقية انتقد هو الآخر سياسة كاميرون الذي يستعد لخوض انتخابات برلمانية في العام القادم وربما يعول كثيراً على الصوت اليهودي، ولهذا لا مانع لديه بالتضحية بالوزيرة المسلمة الوحيدة "وارسي" والتي في كل الأحوال سجلت موقفاً رائعاً يذكِّر بموقف وزير الخارجية الراحل في حكومة توني بلير روبن كوك الذي استقال احتجاجاً على الغزو الأمريكي- البريطاني للعراق.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store