Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

هذا هو موقف المملكة المشرف

ذكرت في مقال الأسبوع الفائت تساؤل الكثيرين عن موقف المملكة من القضية الفلسطينية في الوقت الراهن، وفي هذا المقال سأورد إجابة لتلك التساؤلات، وجدتها في أقوال وزير الخارجية سعود الفيصل الممثل الرسمي للعل

A A
ذكرت في مقال الأسبوع الفائت تساؤل الكثيرين عن موقف المملكة من القضية الفلسطينية في الوقت الراهن، وفي هذا المقال سأورد إجابة لتلك التساؤلات، وجدتها في أقوال وزير الخارجية سعود الفيصل الممثل الرسمي للعلاقات الخارجية التي صرَّح بها في كلمته التي ألقاها في الاجتماع الاستثنائي للتعاون الإسلامي في جدة يوم الثلاثاء 12 أغسطس 2014م، فجاء كلامه بلسمًا لكل جرح يسيل ألمًا على إخواننا في غزة خاصة، وفي فلسطين عامة، إذ أوضح أن المملكة تعتبر القضية الفلسطينية هي قضيتها الأولى، وأكد أن عدوان إسرائيل على غزة سببه ضعف الأمة الإسلامية وتفككها، لأنَّ هدفها الرئيس هو استئصال الوجود الفلسطيني، وذكر أن العالم أجمع قد تابع بشاعة ووحشية الكيان الصهيوني المحتل.
وأنَّ الذي جرّأ العدو الصهيوني على تكرار جرائمه هو انقسام الأمة الإسلامية، وكثرة الفتن الداخلية.
ثم أعلنها صريحة بأنَّه: (ليس من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، لأنها كيان محتل).
وتضمنت كلمته الحل الأمثل لما تمر به الأمة الإسلامية من محن وأزمات وفتن، فليس هناك حل سوى الوحدة الإسلامية، والوقوف صفًّا واحدًا، فهذا هو صمام الأمان لردع إسرائيل.
وذكر أنه لا وقت لتحويل الاجتماع إلى سرادق عزاء، فليس ذلك بالمجدي، وباشر بتقديم الدَّعم العملي من المملكة، حيث أمر خادم الحرمين الشريفين بتخصيص (300) مليون ريال لمساعدة الفلسطينيين طبيًّا، كذلك أعلن مساعدة صندوق التنمية في إعمار فلسطين بمبلغ (500) مليون دولار.
وأقوال سعود الفيصل هذه تُعيد ذاكرتنا إلى أقوال والده حكيم العرب الملك فيصل -رحمه الله- الذي أعلن أن القضية الفلسطينية هي قضية المملكة الكبرى، بل هي قضية الإسلام الأولى، إذ قال: "إننا نعتبر قضية فلسطين قضيتنا، وقضية العرب الأولى، وإنَّ فلسطين بالنسبة لنا أغلى من البترول كسلاح في المعركة إذا دعت الضرورة لذلك، وإنَّ الشعب الفلسطيني لابد، وأن يعود إلى وطنه حتى ولو كلّفنا ذلك أرواحنا جميعًا".
والملك فيصل هو من قاد معركة البترول التي أيقظت العالم كله ولفتت أنظاره إلى القوة والكرامة العربية، وهو من خاطب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في تحدٍّ صريح حين أمر بقطع البترول: "هل ترى هذه الأشجار؟ لقد عاش آبائي وأجدادي مئات السنين على ثمارها، ونحن مستعدون أن نعود للخيام ونعيش مثلهم، ونستغني عن البترول، إذا استمر الأقوياء، وأنتم في طليعتهم في مساعدة عدوّنا علينا".
فرحم الله الملك فيصل على ما قدمه لقضية فلسطين خاصة، وللقضايا الإسلامية عامة، وصدق الرئيس أنور السادات الذي قال فيه: "إن الملك فيصل هو بطل معركة العبور، وسيحتل الصفحات الأولى من تاريخ جهاد العرب، وتحويلهم من الجمود إلى الحركة، ومن الانتظار إلى الهجوم، وهو صاحب الفضل الأول في معركة الزيت، فهو الذي تقدم الصفوف، وأصرّ على استعمال هذا السلاح الخطير، والعالم "ونحن" مندهشون لجسارته، وفتح خزائن بلاده للدول المحاربة، تأخذ منها ما تشاء لمعركة العبور والكرامة، بل لقد أصدر أوامره لثلاثة من أكبر بنوك العالم أن من حق مصر أن تسحب ما تشاء، وبلا حدود من أموال المعركة".
هذه هي مواقف المملكة المشرّفة في القديم والحديث، التي ندعو الله أن تستمر، وأن يجعلها حامية للإسلام والمسلمين.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store