Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الوصول عبر نفق الدين

لا يهجم على شبابنا عبر الوسائط الإليكترونية الحديثة ثقافات العالم وحدها، بل هناك ما هو أشد تأثيراً، ألا وهو الدين.

A A
لا يهجم على شبابنا عبر الوسائط الإليكترونية الحديثة ثقافات العالم وحدها، بل هناك ما هو أشد تأثيراً، ألا وهو الدين. قد يقول كثيرون إن الدين ليس من أكبر اهتماماتـهم، إلا أن تأثيره كان وما يزال هو أحد أكبر المؤثرات على الناس جميعاً. ولقوة تأثيره فقد استخدم على مدى قرون طويلة في السياسة، وبناء الدول، وإشعال الحروب. وليس أدل مثالٍ من الحروب الصليبية التي هجم بـها الأوروبيون على أرضنا العربية عامة والقدس خاصة. هذا في الماضي. أما في العصر الحديث، فقد كان التحالف الغربي على العراق مثلاً، حرباً صليبية اعترف الرئيس السابق بوش بإلـهاماتـها الصليبية عليه، وكذلك رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.
هذان مثالان للدلالة لأولئك الذين يظنون أن الغرب لا يتخذ الدين مركباً. ولو تناسينا، فمن ذا ينكر بأن إسرائيل هي دولة أنشئت على أسس وتلمود الدين اليهودي؟ وحتى الذين يساندونـها فدافعهم يرتكز على تعليماتـهم الدينية لنصرة ومساندة اليهود، ولشعورهم بالذنب الذي أقترفوه بحق اليهود بالتمييز ضدهم، ونفيهم للسجون والمحارق.
وما دام تأثير الدين من القوة لهذه الدرجة التي تشعل حروباً، وتبيد شعوباً، فلا بد من العناية بشبابنا الذي إما أنه غير مهتم بالدين فبجهله يستمال، أو أنه مهتم جداً لدرجة التشدد فيغامر ويستبيح. فهل ينكر أحد الحرب الشعواء التي تقودها داعش ونظيراتـها في بلداننا العربية؟ لماذا التحق بـها أبناء العرب وكذلك المسلمون من دول غير عربية؟ هل كان المحرك العقيدة أم شيء آخر؟ فلماذا إذن يصمت علماؤنا ولا يبيّنون للناس؟
اللامبالٍ والمتشدد من الشباب سيتأثر بتنظيرات تلك الفرق وسينزلق لهشاشة فكره، ولعدم وقوفه على أرض صلبة من الدين. فبيِّنوا يا علماءنا حقيقة الدين الخالص والضلال.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store