Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

بذور تنبت الشقاء

على مدى سنوات كان يذهب أطفالنا إلى المدارس، ثم يعودون إلينا ليحرِّموا علينا هذا الشيء وذاك، ويقولوا هذا ما قاله المعلم وهذا ما في الكتاب. وكان معظم ذلك أموراً خلافية، ولكن التشدد كان هو المهيمن.

A A
على مدى سنوات كان يذهب أطفالنا إلى المدارس، ثم يعودون إلينا ليحرِّموا علينا هذا الشيء وذاك، ويقولوا هذا ما قاله المعلم وهذا ما في الكتاب. وكان معظم ذلك أموراً خلافية، ولكن التشدد كان هو المهيمن. غير أن المنهج الدراسي كان وراءه منهج آخر لا يعرفه الآباء. فكنا لسنوات نحاول إفهام أبنائنا بأن الدين فيه سعة ويسر أكثر مما فيه تضييق وتشدد. ولكننا كنا في موقف الضعيف، لأن قول المعلم والمنهج الدراسي هو الموقف الأقوى. فهو ما تأتي الاختبارات منه.
كنا نقول لأبنائنا هذه هي حقيقة هذا الأمر أو ذاك، ولكن لا تقل للمعلم، ولا تجب عن أسئلة الاختبارات إلا بـما ذكر في الكتاب، حتى لا تخصم درجاتك. وما من شك في أن ذلك الوضع بين تفكير البيت، وتطبيقات المدرسة؛ أمر يجعل التلميذ الصغير في حيرة ومعاناة تقوده إلى فقد الثقة في أحد الطرفين.
ولكن كثيراً من التلاميذ الصغار لم تتح لهم الفرصة لكي تنفتح أذهانـهم ليعرفوا أن الأمور ليست لها رؤية واحدة، بل هناك رؤى مختلفة، وآراء كثيرة،ومسارات متعددة. ثم صُدمنا بالإرهاب، وبأبنائنا الطيبين المسالمين يحملون السلاح، والحقد، والتكفير، والمتفجرات. فتساءلنا جميعاً من أين جاءتنا هذه البلوى؟
لقد مرَّت مياهٌ كثيرة تحت الجسر ـ كما يقولون ـ ساهمت الدولة خلالها في اقتلاع كثير من السلبيات، وتغيرت فيها مناهج،ولوحظت المناهج الخفية. ولكن الضرر كان كبيراً وكثيفاً. فلا بد من استمرار الجهد لدحر الظلام وحماية الوطن. ولا بد من تنظيف العقول التي تم غسلها وإعادة نور البصيرة إليها. إنـها بلا شك، عملية صعبة طويلة المدى، خاصة في الوقت المضطرب الذي نعيشه الآن بكل بشاعاته الدموية.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store