Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عمي أحمد الناغي

عرفتُه أكثر، وعشتُ معه أكثر، وتعلَّمتُ منه أكثر، متواضعًا بعيدًا عن أضواء رجال المال والأعمال في الحاضر والماضي.

A A
عرفتُه أكثر، وعشتُ معه أكثر، وتعلَّمتُ منه أكثر، متواضعًا بعيدًا عن أضواء رجال المال والأعمال في الحاضر والماضي. فما أقسى مهمّة الكتابة عن قامة رفيعة مثل عمّي الغالي أحمد محمد عبدالوهاب ناغي، فجدّتي خالته، ولو استجبتُ لإغراءِ الحرف، ونشوة القلم، لكتبتُ عنه صحائف من القول المشحون بالحبِّ له، والإعجاب به، والاستقصاء لمآثره، ناهيك عن تجربته الإنسانية التي نحتذي بها قدوةً صالحةً في البذل الصامت والجاد، مقرونًا بدماثة الخلق مع كلِّ مَن عمل ويعمل معه!
الرجل الذي تعلّمت منه العلم والثقافة والتجارة، إنه حالة تعددية، وقدرة على أن يعيش داخل أكثر من رجل، زهرة من زهور الأرض، لطيف كوجوه الأصدقاء، عتيق كفانوس في حي قديم، له قلب حب مارد يكفي لغسل قلوب أهل "بلادي" وضواحيها.
إنسان خبير بنبضات قلوب وهموم البشر، يتابع هموم من حوله، فهو لا ينفك مستزيدًا لتفاصيل أحوالهم، ويتفقد مَن يعمل معه أو قريبًا له.
قادر على ترجمة أحاسيسه، يجعلك بؤرة اهتمامه، يشعرك أنك الضيف المنتظر، يذكرك بأجمل أيام حياتك معه التي تساعدك على الخروج من ضنك الإجهاد اليومي، وترحمك من ضغوط العمل النفسي فتنفتح لك الطاقات المغلقة، ويتبخر عن نهارك الهم والكدر.
ذكرياتنا معه، وما تعلمنا منه تخمد وحشة النهار، وتخرجنا من قسوة التعاسة الرمادية التي تنتابنا أحيانًا عندما تحاصرنا اللحظات اليائسة والأيام، هذه الصور التي تربيت عليها في بيته الكريم تحملني إلى محطات بعيدة حتى يومنا هذا.
لم نغب عن بعضنا طوال السنين، رعايته لنا أيامنا مغسولة بالضوء، لم يكن لنا من خيار في تلك المرحلة العمرية إلاّ أن (نحتذي) بما كنا نسمعه ونراه من كريم الخصال، وفي حياتنا العملية انتهجنا ما دار في فلكه من خبراتٍ رديفةٍ ومشابهةٍ، كرّسنا ذلك النهج الطيّب ممّا تعلمناه تطبيقًا في حياتنا.
لديّ قناعة بأهمية أن يكون في حياة كل إنسان شخص له مذاق الشهد مثل عمّي أحمد الناغي، اعذرني أيُّها العم الحبيب لهذا الاختصار في الكتابة، فليس لديّ من الحرفة ما يعينني على الكتابة عنك! لأن القلم يجنح أحيانًا بصاحبه في كل اتجاه، بوعي أو بسواه في الكتابة عن محبيه.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store