Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

المملكة وقوة الحضور

السياسة الخارجية السعودية بقيادة الأميرين سعود الفيصل وعبدالعزيز بن عبدالله حاضرة بقوة في الفترة الأخيرة كما عادتها، لما للأحداث من أهمية وتسارع في التأثير على الوجدان البشري ما دون القرار السياسي

A A

السياسة الخارجية السعودية بقيادة الأميرين سعود الفيصل وعبدالعزيز بن عبدالله حاضرة بقوة في الفترة الأخيرة كما عادتها، لما للأحداث من أهمية وتسارع في التأثير على الوجدان البشري ما دون القرار السياسي العالمي، هذه السياسة المحافظة التي دائمًا ما كانت تسعى إلى الوسطية والحيادية، والداعمة لأي جهة أو تحرك من دوره تهدئة الأمور وإنهاء الخلافات، أما مؤخرًا فإن الوضع لم يعد يحتمل مزيدًا من التهدئة خاصة وأن في الأطراف المقابلة الأخرى هناك من دوره الرئيس في الحياة إفشال أي مساع سعودية، منذ أن رفضت المملكة الحصول على مقعد في مجلس الأمن وأعلنت أنه مجلس له أكثر من ميزان في التعامل مع القضايا ثم ما تلا ذلك من موقف صريح ومعلن بخصوص مصر العزيزة التي لم يكن للمملكة أي شأن فيما يحدث على أرضها وأنها كانت تحترم إرادة شعبها وإنما أتى تدخلها عندما حاولت بعض الدول أن تلوي ذراع الإرادة المصرية فكان الموقف السعودي سريعًا وحازمًا في أن مصر لا تخضع لأحد وعلى كل من يريد التعامل مع القاهرة عليه أن يحترم إرادة الشعب المصري،
موقف المملكة في التعامل مع الملف السوري واضح وبقيت على ما أعلنته مسبقًا أن الأهم هو حماية الأرواح وتوفير الأمن والسلام وأن النظام الأسدي لم ولن يقبل بمثل هذه المقترحات وبالتالي فان المملكة تدعم الشعب السوري في توجهه، وفيما يتعلق في العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة وما أشيع حول دور المملكة في مباركة هذا العدوان وهذا فيه تجنٍ كبير وكذب وزور وبهتان أتى رد المملكة واضحًا صريحًا سواء في خطاب سيدي خادم الحرمين الشريفين أو في تصريحات سعود الفيصل وإعلان المملكة دعمها المادي المطلق لغزة وللشعب الفلسطيني، الفيصل حين قال: إن إسرائيل ليس من حقها حماية نفسها وهي دولة محتلة هي أيضًا رسالة قوية تعبر عن موقف المملكة.
في لبنان كانت الرسالة الأقوى التي أعلنها سعود الفيصل حين تم الإعلان عن الدعم للجيش اللبناني، حين سألت الصحفية الفيصل حول أن سبب هذا الدعم هو افشال مخطط لشراكة إيرانية أتى الرد السعودي قويًا وصريحًا، إن السعودية حين تدعم الجيش فهي تدعم الأمن والسلام في لبنان وبالتالي فإن هذا من دوره أن يعطي الحرية والصلاحية والقدرة للمنظومة السياسية اللبنانية بالعمل وبناء وطنهم وحمايته، وحين قال الفيصل: إنه يتمنى على الصحافة اللبنانية ألا تفشل أي مساع من دورها خدمة وطنهم فهو أيضًا وجه صفعة للإعلام المأجور، وأخيرًا في إعلان دعم مالي لمركز مكافحة الإرهاب التابع للأمم المتحدة أيضًا وجهت المملكة رسالة للعالم كله أن الإرهاب ليس مجرد شماعة يعلق عليها العالم إخفاقه في حل قضايا مصيرية كالقضية الفلسطينية، بل إن محاربة الإرهاب هي غاية يجب أن توصلنا إلى السلام العالمي واحترام حقوق الإنسان.
الفكرة كلها أن الخارجية السعودية تقود ملف الوسطية في التعامل مع مصلحة المملكة العامة العليا وبين موقعها بين الدول العربية والإسلامية كقائد لهم وشقيقة كبرى، في دعم الرياض ودفعها لعجلة الاستقرار في مصر فإن الرياض تنسف عقودًا من التزييف الممارس من الإعلام المضاد الذي كان يروج أن الرياض تعتبر مصر منافسًا لها وعدوًا في بعض الأحيان، إلا أن الرياض تعلنها أن القوة في الاتحاد والتكاتف وأن القاهرة يجب أن تعود إلى مكانتها الدولية والعربية والإسلامية لأن الأهداف واحدة والغايات مشتركة، والمملكة -وهذا من حقها- فإنها في تحركاتها الخارجية إنما هي تحقق مصلحة الداخل السعودي أولاً لأنه الأهم حتى تكون قادرة على مساعدة الأشقاء والإخوة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store