Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

تأثير تصوير العنف ونشره

منذ سنوات قلائل، لم يكن في الحروب والنزاعات العسكرية هذا الكم الهائل من التصوير.

A A
منذ سنوات قلائل، لم يكن في الحروب والنزاعات العسكرية هذا الكم الهائل من التصوير. كان هناك المصور الحربي الذي يصطحب الجيوش، ويعكس بلقطاته التوجهات السياسية والعسكرية لمن صاحبهم، وقليلاً من التكتيكات والاستراتيجيات. وذلك كان يعتبر تدويناً رسمياً للمعارك والعمليات التي شهدها المصور. كانت لمحات للأحداث قليلة، تترك للمشاهد خياله الواسع ليملأ الفراغات.
لم تعد للخيال فرصة اليوم. فقد أصبحت الأحداث الحربية وغيرها تزوّد المشاهد بتفاصيل التفاصيل. ولم يعد هناك مصور واحد، بل هناك مصورون لا يُحصى عددهم! وهذا انعكاس حديث لثقافة التصوير في شتى أنحاء الأرض. فلا قلة للمصورين المحترفين، فكل واحد بيده آلة تصوير، يرى نفسه محترفاً.
لو حاول شخص حصر الجهات التي تصور الصراع القائم في سورياً مثلاً، فلن يكون ذلك سهلاً. فلكل عملية ولكل جهة (كاميرا) ترصد وتسجل. فبدا كأنّ لكل مجموعة مكونة من أربعة أو خمسة أشخاص، وكأنّ أحدهم هو المختص بــ (الفيديو)!
لن نتحدث عن عمليات الإخراج والمونتاج و(الفوتوشب) وتأثيرها على صدقية اللقطات، أو صدقية الرسالة التي تحملها الصورة أو شريط (الفيديو). ولكن الذي لا شك فيه، أن ما يبث يحمل كل التوجهات والرسائل المقصودة. هذا الوضع جعل الجهات الرسمية والقنوات الإخبارية التي تذيع تلك الصور و(الفيديوهات) تضع (الكليشة) المعروفة بأنه "لم يتم التحقق من صحة المشاهد المعروضة".
في ظل ما يعرض من مشاهد دموية عنيفة، تفوق التَّصوُّر، وعملياتٍ وحشية مفرطة؛ نحن في حاجة لأن تقوم مراكز البحث والجامعات بدراسة تأثير ذلك على المواطن صغيره وكبيره. والتشوهات، والإعاقات النفسية، والعلل الاجتماعية المتولدة من ذلك. وما هي سبل درء تأثيرها وعلاجها، ووقاية المجتمع من انعكاساتها السلبية، وحصانة من التطرف والضلال.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store