Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

تقنية الـ"DNA" وهوية الموتى بعد دفنهم!!

الموت تمامًا كما الحياة خلق من خلق الله، حيث يدل على هذا المعنى قوله تعالى «خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً»، والجنين في بطن أمه له حياة خاصة وهو يعيش في حياة غ

A A
الموت تمامًا كما الحياة خلق من خلق الله، حيث يدل على هذا المعنى قوله تعالى «خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً»، والجنين في بطن أمه له حياة خاصة وهو يعيش في حياة غيب عن أنظارنا لذلك يسمى جنين ومع كل الاكتشافات الحديثة التي تقرب من الجنين لمعرفة كنه حياته وصحته وهو في بطن أمه إلا أن الذي لا يفهم عن حياته أكثر بكثير مما عرف خاصة مما له علاقة بقلبه وعقله وبقية أعضائه من وضع يظل غيبًا لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، والموت بعد الحياة هي كذلك لا نفهمها إلا مما ورد من الوحي عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومما ورد في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظمًا واحدًا وهو عجب الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة» صحيح مسلم. وعجب الذنب هذا هو ما يعرف بالعصعص، والعجيب أن جميع كتب الأجنة تجمع على أن بداية الخلق لأي إنسان إنما تبدأ أساسًا من الشريط الأولي، حيث إن الشريط الأولي تمر عليه فترة يتسارع في الانقسام ليعطي جميع خلايا الجسم الأساسية ومن ثم الأنسجة والأعضاء ويتكون منه كامل جسم الإنسان، ثم هو يتوارى في آخر أيام اكتمال تكوين الجنين كشريط خلوي ليسكن في آخر فقرات العامود الفقري بما يعرف بعجب الذنب، وقد نشرت مجلة الـnature وهي أقوى مرجع علمي مقالا رائعًا بعنوان: «الكشف عن هوية الموتى» للكاتبة آليسون آبوت ألقت فيه الضوء على قصة فريق الطب الشرعي الذي تمكن من كشف سر لغز رهيب من خلال تحليل الحمض النووي البشري بما يعرف بتقنية الـDNA، يروي كريستيان جينينجس في كتابه «عظام البوسنة المليون Bosia 's Million Bones» كيف تمكن علم الطب الشرعي من حل المعضلة الخاصة بهويات الضحايا بعد دفنهم من خلال الحمض النووي البشري لكل عظمة استخرجت من المقابر الجماعية وبذلك استطاع الأهالي أن يتعرفوا على ذويهم، لقد تعرفت الأمم المتحدة على مقابر تم دفن المقتولين فيها وقامت المحكمة الجنائية الدولية بتشكيل فريق من علماء الآثار وخبراء الطب الشرعي، تم الحصول على عينات دموية من أفراد العائلات من أجل مقارنة عينات الحمض النووي البشري بتلك الموجودة في العظام، وبالنسبة لرفات الموتى (العظام) تم طحنها إلى بودرة لاستخلاص الحمض النووي وبالمقارنة تمت إعادة أكثر من ٨٠% من رفات الضحايا إلى ذويهم من أجل دفنها، نعود مرة أخرى لنقارن بين ما تم التوصل إليه من أن عجب الذنب الذي أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه يتركب منه الإنسان عند بعثه من القبر يوم القيامة، وبين إمكانية التعرف على هوية الإنسان من خلال العظم بعد دفنه، حيث إن الانسان يبلى كله ما عدا عجب الذنب فمادة الخلق أساسًا التي هي الشريط الأولي موجودة في عجب الذنب فبقاء عجب الذنب دونما أن يبلى فذلك يدل على أن هذا العظم به أساس مادة التكوين الأساسية (المادة الوراثية DNA ) التي بدأ تكوينه منها كما قال تعالى «كما بدأنا أول خلق نعيده».
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store