Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

يا وزارة الصحة.. درهم وقاية

على مدى ثماني ساعات مُكثفة في يومين متتالين، شاركت مجموعة من الكفاءات الطبية العالية المُكونة من عدد من الاستشاريين والاستشاريات في عديد من التخصصات الصحية في ندوة التثقيف الصحي، التي نظمها العالم وال

A A
على مدى ثماني ساعات مُكثفة في يومين متتالين، شاركت مجموعة من الكفاءات الطبية العالية المُكونة من عدد من الاستشاريين والاستشاريات في عديد من التخصصات الصحية في ندوة التثقيف الصحي، التي نظمها العالم والطبيب البرفسور زهير السباعي رئيس جمعية التوعية والتأهيل الاجتماعي (واعي) بالغرفة التجارية الصناعية بجدة.
في هذه الندوة تعرفت على معنى جديد لمفهوم وواجبات القطاع الصحي؛ أدركت أن نسبة 80% من أسباب الأمراض في العالم تعود إلى ممارسة المرضى لسلوك صحي خاطئ، وفهمت جوهر الإشكال الذي تقع فيه كثير من الخطط والبرامج الصحية، التي تستنفر جُلَّ طاقتها، وتبذل كلَّ جهدها، لمكافحة المرض والقضاء عليه حال تفشيه بين الناس، فالمريض في عرفهم يأتي أولا وثانيا وثالثا.
هكذا جاء تعبير مُحاورنا الدكتور زهير السباعي واضحا ودقيقا، لكنه ومع إقراره بأهمية هذا الهدف، أثار بهدوء العارفين منحى آخر متعلق بهدف وواجبات وزارة الصحة حين قال: وهل يحتاج الإنسان لأن يمرض حتى يُصبح من أولى أولويات وزارة الصحة؟
ذلك باختصار كان محور نقاشنا خلال اليومين المُتتالين، بمعنى أن الندوة التي جعلت من عنوانها موضوع "التثقيف الصحي"، قد هدفت إلى تسليط الضوء على أهمية هذا الأمر، وما يمكن أن يكون لبرنامج "التثقيف الصحي" من فائدة كبيرة للمجتمع، في حال بناء برنامج واضح ودقيق لذلك، واهتمام القطاع الصحي الحكومي والأهلي بتنفيذه بشكل سليم، مع الإشارة إلى أننا كمجتمع قد ألفنا ترديد القول بأن "درهم وقاية خير من قنطار علاج، وأن العقل السليم في الجسم السليم".
في هذه الندوة النقاشية أدركت أنه كلما كان حل المشكلة الصحية أسهل، وبتكاليف أقل، وبتوافق مع متطلبات واحتياجات المجتمع، كانت الفائدة الصحية أكبر، والعائد الاستثماري للوطن أوسع.
في هذه الندوة استوعبت الفرق بين المتطلب والاحتياج، إذ وحين تسأل إنسانًا عن حاجته من القطاع الصحي؟ يُجيبك بسرد قائمة من المطالب، كرغبته في زيادة أعداد المستشفيات، وتوفير الأسرّة الكافية، والدواء اللازم، في حين أنه بحاجة إلى أن تتوفر له بيئة صحية سليمة، وغذاء صحي نظيف، والأهم أن يتعلم كيف يعيش بأسلوب صحي في الحياة. ثم يأتي الاهتمام بتوفير متطلباته الصحية من دواء ورعاية علاجية متقدمة.
إن حاجتنا اليوم ماسة لأن تهتم وزارة الصحة -التي تعيش بقيادة معالي وزيرها المهندس عادل فقيه حالة من التحديث والتطويرـ بتكثيف برامجها التثقيفية الصحية، التي من شأنها تغيير كثير من عاداتنا الخاطئة، وسلوكنا الحياتي غير الصحي، وذلك بالتعاون مع مختلف الجمعيات الصحية، والقطاعات الأهلية والحكومية، وحتما فسيكون لذلك أكبر الأثر الإيجابي على واقعنا التنموي حاضرًا ومستقبلا.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store