Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الإرهاب وصراع آخر الزمان

أذكر في بداية الطفولة والدراسة حين كنتُ أستمعُ للأحاديث المتعلّقة بأخبار آخر الزمان، وما سيؤول إليه العالم حينها كنتُ أتوقّف كثيرًا عند جزئية هامّة جدًّا، والمتعلّقة في اجتماع أهل الأديان كحلفاء وم

A A

أذكر في بداية الطفولة والدراسة حين كنتُ أستمعُ للأحاديث المتعلّقة بأخبار آخر الزمان، وما سيؤول إليه العالم حينها كنتُ أتوقّف كثيرًا عند جزئية هامّة جدًّا، والمتعلّقة في اجتماع أهل الأديان كحلفاء ومحاربة طرف آخر، التوقف كان سببه هو مَن يا ترى الطرف الآخر؟
آلية التحالف لم تكن معضلة؛ لأن التطوّر الفكري النابع من تعاليم ديننا الحنيف جعل الأمر مقبولاً منطقيًّا وواقعيًّا فيما يخدم مصلحة البشرية عامّة، لكن استمرت الفكرة في البحث عن نفسها عن ماهية الطرف الآخر الذي سنحاربه ونقاتله، وكيف ستكون عقيدته ومذهبه وتوجهه.
تارة كنا نقول الشيوعيين عامة، وتارة نقول السيخ والهندوس والبوذيين، ثم مع الانفتاح العقلي والتوعية العلمية توصلنا إلى أنه لا يمكن لنا أن نكون حلفاء مع إيران الصفوية، كلهم أعداء محتملون، لكن هل سيكوّنون هم -أيضًا- حلفًا واحدًا؟ ولعل الإجابة على هذه التساؤلات فرضت نفسها مع الأحداث الأخيرة التي شهدها ويشهدها العالم حاليًّا، ما حصل ويحصل في سوريا والعراق واليمن ولبنان وليبيا أكد أن الباطل الذي يقف عليه كل هؤلاء هو العامل الرئيس الذي سيجعلهم حلفًا واحدًا، بل وسيكون الحلف المتشكّل أولاً في طرفي صراع آخر الزمان، في سوريا وحدها وضحت الرؤية، وانكشفت الأقنعة، وبان التحالف الرئيس لمنظومة دول الشر بين إيران وروسيا والصين وانضمام الأحزاب والمنظمات الخبيثة لهم، في سوريا وحدها تبيّنا كيف يكون الموقف الروسي والإيراني والصيني موقف الحلفاء في دعمهم لنظام بشار الأسد البعثي، وسقوط قناع المقاومة والممانعة عن حزب اللات اللبناني، وانتفاء صفة الوطنية عن الليبرالية والعلمانية والوجودية الديالكتيكية.
العالم كله يدين الإرهاب، ويسعى لحربه لكن أيضًا على العالم كله أن يفهم أن الطرف الآخر في المعادلة لا ينظر إلى موقفه على أنه إرهاب، بل على أنه مقدمة إلى صراع آخر الزمان، وأنه جدول زمني تنفذ فيه أجنداتهم ومخططاتهم ضمن خطة تجمعهم معًا في الإشراف والتنفيذ والمصير.
حين تحدث خادم الحرمين الشريفين واصفًا إرهاب الدولة لما يحدث في المنطقة أنه الأخطر، فإن لم يكن يتحدث بعمومية، بل بخصوصية مطلقة نحو أن ما تقوم به روسيا وايران والصين هو الإرهاب، وأن الحرب على الإفرازات التي تنتج من مواقف هذه الدول هو الحرب على العوارض وليس على المنابع الحقيقية للشر.
كثيرًا ما أسرع نحو قراءة الكتب والبحوث الخاصة بآخر الزمان، وما سيحدث فيه، كثيرًا ما أجد في تتبع سيرة الدجال إجابات لعدد من الأسئلة التي نواجهها، معركة الهارمجدون، وصراع أتباع الديانات السماوية مع أتباع الشيطان قرأناها رواياتٍ وقصصًا وأخبارًا، لكننا اليوم نشهدها واقعًا ملموسًا، لن أعفي الغرب وأمريكا من تحمّل المسؤولية، ودعمهم غير المنطقي للكيان الصهيوني، وحتى منظمات منحرفة لكني أجزم أنهم بدأوا يقتنعون بوجودهم في فجوة من غفوة، كما أجزم أنهم سيفيقون يومًا ليقتنعوا أن تحالفهم مع العالم الإسلامي ضد الإرهاب أمر محتم لضمان نجاتهم، وسلامة العامة وهزيمة الحلف الآخر حلف الشر، وأجزم متتابعًا أن هذا اليوم قريب.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store