Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

( العقيدة الفكرية) .. الخطر الحقيقي!!

لاشك أن المنطقة العربية خصوصاً والعالم بشكل عام يمر بمرحلة استثنائية ومعقدة ومخيفة !

A A
لاشك أن المنطقة العربية خصوصاً والعالم بشكل عام يمر بمرحلة استثنائية ومعقدة ومخيفة !
ولا أظن أن الأمة مرّت بفتنِ وإشكالات مثل ماتمر به الأمة في هذه الأوقات! فتنٌ وحروب،تنظيمات وتحزبات ، في الشرق والغرب ،في الشام واليمن ،في ليبيا والعراق !
إن الوضع بشكل عام مخيف ويُنذرُ بآيام عصيبة ، وأرى أن الحذر كلّ الحذر هو الواجب على مستوى الدول والأفراد والمجتمعات.
إن الخطر الحقيقي للإرهاب ـ في ظني ـ ليس في العمليات التخريبية أو العسكرية التي يقوم بها بين حينٍ وآخر ؛والتي يُمكن التصدي لها أو مراقبتها أو تحييدها أو إنهائها على الأرض.
الخطر الحقيقي يتمثل في : هذا الفكر والمُعتقد الذي تحملهُ وتتبناه وتنطلق منه هذه التنظيمات ، ( العقيدة الفكرية ) هي الخطر الحقيقي!! هذه العقيدة هي التي تؤثر في توجهات وأفكار شبابنا المُغرّر بهم ، وتدفعهم بكل جهلٍ وحماسٍ إلى التهلكة!
وإني مع التتبع والمتابعة لم أجد إلى الآن عملاً وجهداً علمياً وفكرياً قوياً ومقنعاً يوازي ويتناسب وهذا الخطر الداهم والسيل العارم !
وهذه مشكلة حقيقة بحد ذاتها!
لا يزالُ خطابنا الفكري والديني والثقافي يتسم ويتشبّعُ بنمطيته المعهودة! والتي تكتفي بمجرد نقد الواقع ومهاجمة المخالف والمُخطئ والمنحرف عن الجادة ، وبيان أن الدين من هذا الفكر أوذاك بريء! وهذا صحيح ولاشك ،ولكنه: غير مؤثر وقليل النفع!
فما زال التأثيرُ على عقولِ الشباب ليس بالأمر الصعب ، ولا يحتاج كبيرَ جُهدٍ ولا كثير وقت! وهذه المُعضلةُ ووجه الإشكال ومكمن الخطر الحقيقي!
كيف لتنظيمٍ حادث وموغل في الإجرام والشذوذ كداعش مثلاً أن يؤثّر من بُعدٍ على عقول وتوجهات أبناء المسلمين ـ ومنهم شبابنا ـ حتى يقودهم مسلوبي الإرادة والتفكير حتى يرموا بأنفسهم وبكل حماسٍ وطواعيةٍ إلى أنواعٍ من التهلُكات والأخطار ، حتى يسهل عندهم القتلُ والذبحُ والسفكُ بعد أن سهل عليهم التكفيرُ والتفسيق؟!
كيف يتحوّل الشاب الذي كان يعيش في أمان وسلامٍ وعافيةٍ في دينه وفي كنف والديه وحضن بلده، كيف يتحول وبين عشيةٍ وضحاها ، إلى مُكفّر أو مُفجّر، إلى قاتل وخائضٍ في دماء المسلمين والموحدين بكل وحشيةٍ وبرود ! بل ويفتخر بذلك ولا يرى غضاضة أو حرجاً في تصوير هذه الأفعال الوحشية ونشرها!!
وأي تشويهٍ لصورة الإسلام وأي خدمةٍ لأعدائه أعظم منْ هذه الخدمة؟
لابد أن نضع هذا التساؤل نصب أعيننا ونكون صادقين مخلصين في الإجابة عنه دون خجلٍ أو مجاملةٍ أو مداهنة، لا بد أن نضعَ أيدينا على مكمن الخلل وموطن الداء ، حتى نصل لإجابةٍ مقنعة كيف يُؤثرِّ أولئك ولماذا يتأثرُ هؤلاء ؟!!
لابد من عملٍ علمي جاد ومؤسسي ، يُفكّك أسرار وتفاصيل معتقدات هذه التنظيمات الخارجة عن جماعة الأمة، ويرصد شبهها وحججها ومكامن قوتها وضعفها ، ثم يجيب عنها إجابةً علمية فقهية فكريةً مُقنعة وصادقة حتى يُكتبُ لها الأثر والقبول والنفع!
وحتى نصلَ لهذه المرحلة وهذا المستوى من العمل ، سيظل الخطر مُحدّق بنا ، لانملك إلا الدعاء وهو نعم السلاح ونعم المفزع ، نعوذ بك اللهم من الفتن ماظهر منها ومابطن.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store