Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

لا جحود لتراب هذا الوطن

اتصلت بي بعض القنوات في اليوم الوطني، انتشيتُ بصوت مُقدِّم البرنامج عن اليوم الوطني الذي كان هدنة مؤقتة من صخب العمل اليومي، بادرني بالسؤال ونحن نخوض في سديم الكلام: ماذا يعني لك هذا اليوم؟!

A A
اتصلت بي بعض القنوات في اليوم الوطني، انتشيتُ بصوت مُقدِّم البرنامج عن اليوم الوطني الذي كان هدنة مؤقتة من صخب العمل اليومي، بادرني بالسؤال ونحن نخوض في سديم الكلام: ماذا يعني لك هذا اليوم؟!
أجبته اليوم الوطني كل يوم في حياتي.. الوطن ذلك التراب الذي أمشي عليه، والهواء الذي أتنفّسه، مشكلتنا الأزلية أننا نشتكي من التراب الذي على الرصيف، لكن نقبّل ذلك التراب؛ لأنه تراب الوطن، نشتكي من البطالة النسائية المرتفعة في المنابر، لكن من نفس المنبر نُدافع عن هوائه، ومائه، وترابه.
لم نختر يومًا أوطاننا، بل إن القدر يفعل ذلك يا سيدي!! إننا نُوقِّع عقدًا مسبقًا في صدورنا وأرواحنا.
إنه الوطن يا سيدي لا يحتاج يومًا لتذكيرنا بحبه.. الوطن لا يحتاج لبطاقة للتعريف لحبنا.. مع حب الوطن يا سيدي لا تشتري نهارًا وﻻ تبيع ليلاً..
قال لي مُقدِّم البرنامج: وماذا عن الخطط التنموية والاقتصادية؟! قلت له إن من عادتي الحسنة أنني إن لم أجد نافذة في حجرة رسمتها على الحائط!! حتى في زحمة همومنا ﻻ زالت هناك ومضات صدق في خططنا لو أدركناها لأوقفنا هذا النزف التشاؤمي.
قال: بالله عليك البطالة والفساد الإداري في بعض الجهات والبيروقراطية لا تقلقك، وتدفعك للاستثمارات الخارجية؟!
أجبته أنه ﻻ يستطيع أي مخلوق أن يجرح قلبي على الأقل في حب الوطن.. أمّا عمارة الأرض فهي ليست حصرًا على الوطن!! تابعت كلامي نحن نعيش في وطن تشرق في داخله كل الأشعة الناصعة!!
أطرقت برهة بعد تفكير عميق، وقبل أن يطير الكلام قلت له: كفكف تشاؤمك، وارمِ غضبك، واترك صوتك المخنوق ليتحرر من كل فعل جحود، واتبعني إلى شمس ساطعة في أنحاء الوطن، إلى رصيف هادئ، وحياة جميلة رطبة حبيبة مثل أمهاتنا، وهكذا إننا نمضي يومنا وليلنا نَصْلَى لَظَى الخوف والقلق على أمن البلاد.
فكُتب السماء كلها ليس في آياتها نص واحد يدعو للجحود، الجحود إنتاج أرضي يا سيدي.. وتأكد دائمًا أننا نشرب من نفس ماء الوطن، سواء كان حلوًّا أو مرًّا!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store