Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

المملكة الخضراء

تخيّل
تخيّل أن سفينة عظيمة تستطيع أن تتحدّى المحيطات بأكملها
ثم تتهاوى غارقة بسبب ثقبًا صغيرًا في جسدها
أيها البحارة..

A A
تخيّل
تخيّل أن سفينة عظيمة تستطيع أن تتحدّى المحيطات بأكملها
ثم تتهاوى غارقة بسبب ثقبًا صغيرًا في جسدها
أيها البحارة..
لا تستهونوا الأعطال الصغيرة بالسفن الكبيرة وعلى الأخص المتوارية..
أيها العرب.. لقد مضى ذلك الزمن الذي كان فيه العدو من أمامكم أو من خلفكم
الآن هو فقط.. في دواخلكم.
******
ورد في أسطورة إغريقية قديمة أن الشيطان أراد اختبار ابنه الذي غدا شابًا وجاهزًا للعمل، فطلب منه إشعال فتنة في مدينة ما غاب الشيطان (الابن) دقيقة واحدة ثم عاد، وما هي إلا ليلة واحدة حتى أصبحت تلك المدينة الوديعة ساحة لصراع مرير ودامي.
سأل الشيطان (الأب) ابنه: ماذا فعلت أيها الداهية؟
فقال: فككت الكتلة فقط..
نعم رأيت امرأة تحلب بقرة ففككت كتلة الحبل المربوط برقبة العجل الصغير فانطلق وشرب الحليب كله بسهوةٍ من المرأة، وعندما عاد الزوج ولم يجد حليبًا لإفطاره لم يُصدِّق رواية زوجته واتهمها بالإهمال وضربها، فاشتكت إلى إخوتها فقاموا بتأديبه مما أثار غضب إخوته وانقسمت البلدة لفريقين متصارعين! انتهى.
ما رأيك عزيزي القارئ.. ألا تنطبق هذه الحالة على دول الربيع العربي؟!
الزوجة هي العسكر الذي يجلب الحليب للرجل (الزعيم)
والعجل الصغير هو الجاهل والجائع من الشعب
وأرجو ألا تطلب مني أيها القارئ أن أخبرك
من هو الشيطان الأب، ومن هو الشيطان الابن.
******
يقولون: لا يُلام الذئب في عدوانه عندما يكون كلب الحراسة نائمًا
ويقولون: إن الحرب تبدأ قبل إطلاق المدافع بزمنٍ طويل
ويقولون أيضًا: إن القنبلة لا تنفجر حتى يحترق كامل الفتيل المؤدي إليها.
ولكن أين كانت داعش ومن أطلق حبلها وأشعل فتيلها..
ألم أقل لكم ذات مقال أن الطغاة يجلبون الغزاة!!
******
العبقرية.. كل العبقرية أن يأتي الرسول الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم
حاملاً إلينا أنبل رسالة للرحمة والسلام
والغباء.. كل الغباء ألا نستطيع نحن المسلمين والعرب تمضية ليلة واحدة فقط
بدون أن نتناحر.. بدون حرب!
يا أيتها الأمة العربية.. يا أبناء لغة الضاد لقد أسأتم فهم الحروف والمعاني
فالضاد ليس لبعضكم ولكنها لعدوّكم
كما أسقطُوا الحاء من "أحلامنا" لنعيش فقط مع آلامنا
فمتى تسقطون الراء من "حربنا".. لنحيا من جديد!
******
مكعب ثلج:
وبمناسبة اليوم الوطني للمملكة أرسل مباركاتي
لمعشوقتي المملكة الخضراء في زمن اليباس
والآمنة في عصر الإرهاب
والشامخة بعد أن وقع الجميع
وأدعو الله أن يحميها مليكًا وقيادة وشعبًا
ويجعل الله أيامكم والأمة العربية والإسلامية كلها سلامًا بسلام.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store