ابن نايف: شايف وعارف!!

رحم الله الأمير نايف بن عبدالعزيز، الرجل الحكيم الذي هندس للمملكة في سنواتها الأخيرة أبعادها، وأطوالها، ومساحاتها الأمنية، وصنع لها رجلاً هو اليوم ممّن نفتخر به، وبأدائه الابن الخبرة محمد بن نايف صاحب الروية، والدراية، وحافظ أمن البلد -بعد الله- وفق توجيهات الراعي لمنظومة الأمن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- ومع التوسّع الكبير لمهام وزارة الداخلية، ومع ما واكب الحياة من تقنية إلكترونية ووسائل اتّصال، وتفشي كبير للإشاعات، والأكاذيب، وزيادة مساحة الفبركة، وتناقل الأخبار المكذوبة فإنك تجد الوزارة تفرز فرزًا دقيقًا لما هو صح ممّا هو غير صحيح، وتشعر أن ابن نايف شايف وعارف، وبدقة متناهية يتابع أمور وطنه، وما يستجد، وما ينبغي أن يكون، وما ينبغي ألاّ يكون.
إن ما تحدّث به صاحب السمو الملكي وزير الداخلية عن أمور الحج، وهو من خلف والده برئاسة لجنة الحج العليا يدل دلالة كبيرة على وضوح الرؤية في متطلبات أمن الحجاج، وأن أجهزة الأمن بفضل الله ومنّه مسخّرة بكل قطاعاتها لحجاج بيت الله، وقد تطرّق في حديثه للإعلام إلى وحدة الوطن بقوله الجميل: "إن وحدة المملكة قامت على أساس من العقيدة الإسلامية، والأخوة في الدّين، والتوحّد في الهدف، والعلاقة الواضحة بين القيادة وأفراد المجتمع"، وقد ذكر بيت القصيد عندما قال: "كل فرد سعودي يشعر بالوحدة والتضامن مع إخوانه من أبناء هذا الوطن ممّا عزّز -ولله الحمد- الاستقرار بين أبناء الشعب السعودي الكريم، وقوى أواصر الأخوة، والشعور بالمصير المشترك، وتنامت لديهم مشاعر الإحساس بوحدة الوطن، واستشعروا بأن التماسك والوحدة الوطنية هي المقوّم الأساس لأمن وطنهم، واستقراره، وتطوّره، وازدهاره"، كما كان حديثه ذا وضوح فيما يخص المستجدات الإقليمية والجماعات الإرهابية، والحدود السعودية حيث قال: "يؤسفنا ما آل إليه الوضع في اليمن الشقيق، والذي يضر بمصالح الشعب اليمني، ويعطي للقاعدة التي تتمركز عناصرها في اليمن، وللحوثيين مجالاً لتعريض أمن اليمن ودول الجوار للخطر، ونحن ندرك أن على أجهزة الأمن ممارسة مهماتها لصالح اليمن والشعب اليمني في المقام الأول، أمّا ما يمكن أن تتعرض له المملكة نتيجة الأوضاع في اليمن فنحن قادرون بحول الله وقدرته على حماية حدودنا وصيانة أمننا".
ان كل مواطن عليه أن يكون رجل أمن، وحارس حدود، وصاحب وعي وفكر، وأن يكون "شايف وعارف" بأحوال ما تمر به الأوطان المجاورة من زعزعة أمنية، وضياع حياة، وتشتت أفكار، وعدم استقرار بسبب الفرقة، وعدم وحدة الكلمة، ونشر أفكار وأكاذيب عن الوطن عبر وسائل التواصل الاجتماعي تفتقر للصحة، حفظ الله وطننا وقيادتنا، وحفظ علينا ديننا وأمننا.