Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ميلباند العمالي وسياسة مستقلة إزاء الصراع العربي - الإسرائيلي!!

* بعد أن أزاح الإنجليز عن كاهلهم مخاوف انفصال إقليم إسكتلندا -ديمقراطيًّا- واعترف زعيم الانفصاليين

A A
* بعد أن أزاح الإنجليز عن كاهلهم مخاوف انفصال إقليم إسكتلندا -ديمقراطيًّا- واعترف زعيم الانفصاليين
Alex-salmond بهزيمته، وإعلان استقالته، توجّهوا للتصويت في مجلس عمومهم على الاشتراك مع حليفهم القوي الولايات المتحدة الأمريكية لضرب تنظيم الدولة الإسلامية، مع أنه -أي التصويت- غير ملزم قانونيًّا.
وقد شارك في المداخلات عدد من النواب الذين يعتبرون ممثلين للجالية الإسلامية في بريطانيا، والتي يبلغ عددها حوالى 3.5 مليون نسمة، وكان من بينهم الليدي وارسي Warsi، والتي استقالت في حكومة الائتلاف اعتراضًا على سياسة بلادها في شأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وكانت مداخلة النواب المسلمين تتركز على أن التنظيم لا يمثل بحال من الأحوال المسلمين داخل بريطانيا وخارجها، وإن كانت الجاليات في الغرب هي التي تدفع فاتورة حماقات وتطرّف ونزق هذه التنظيمات الإرهابية من أمثال القاعدة، وداعش، وبوكوحرام، ومَن يسمّون أنفسهم زورًا بالشباب المسلم في الصومال، ولكن الذي لفت نظري أثناء عملية التصويت هو خطاب زعيم المعارضة العمالية إيد مليباند miliband، والذي يعود في جذوره لعائلة يهودية بولندية، إلاّ أن كاتبي سيرة "إيد" وأخيه ديفيد الذي كان يشغل منصب وزير خارجية في حكومة جوردون براون Brown، يؤكدان على أن "إيد" لا ديني إيدلوجيًّا، على عكس رئيس الوزراء "كاميرون" الذي يدعو لأخذ بريطانيا سمة الدولة الملتزمة مسيحيًّا، ونعم لقد كان خطاب "مليباند" في جلسة التصويت يوم الجمعة الماضي الموافق 26 سبتمبر 2014م مدافعًا بحماس عن سماحة الدين الإسلامي، وأن أتباعه يتّسمون في سلوكهم بالسلم والابتعاد عن العنف، بل إن أحد النواب في مداخلة أثناء إدلاء "مليباند" بشهادته أمام المجلس سأل: لماذا لم يسمع العالم صوت سكان غزة، عندما كانوا يتعرّضون للهجمة غير الإنسانية، التي قامت بها حكومة "نتنياهو" المتطرّفة، دون أن تجد من يردعها؟
** ووجدت أن "مليباند" أقرب إلى الحيادية والموضوعية في قضية الصراع العربي - الإسرائيلي، حيث يذكر المحلل السياسي البريطاني Peter oborne "الديلي تلغراف" الأسبوعية August 13-19-2014 أن "مليباند" بإدانته للهجوم الإسرائيلي على غزة أخذ الغرب بعيدًا عن التوجه "البليري" -نسبة إلى توني بلير المتعاطف مع الحركة الصهيونية- ويبدو أن رئيس الوزراء كاميرون ورث عن "بلير" سلوكيات ومبادئ سياسية عدة، ومن بينها الولاء لإسرائيل، حيث أفسح لتنظيرات جماعة أصدقاء إسرائيل داخل حزب المحافظين حتى أضحى ما يقرب من 50 نائبًا محافظًا، منتمين لهذه الجماعة، والتي تعمل ضد مصالح بريطانيا، وإذا كان كاميرون حصل على دعم أكثر من 500 خمسمائة نائب للانضمام للتحالف الدولي لضرب داعش، فقد يجد نفسه مضطرًا للرجوع إلى البرلمان في حال توسع نطاق العمليات لتشمل إطاحة نظام بشار الذي استخدم السلاح الكيماوي ضد شعبه، ولا يزال يطمح إلى البقاء في الحكم.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store