البارالمبية وماذا بعد؟

لا بد وأنه بعد اختيار المهندس ناصر بن محمد المطوع رئيسًا للجنة البارالمبية السعودية من قبل سمو الأمير عبدالله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب وبوجود كوكبة متميزة وراغبة في العمل الوطني المتميز في مجلس إدارة اللجنة: نائب الرئيس الدكتور عبدالعزيز العبدالجبار والأمين العام الدكتور ناصر الصالح وأمين الصندوق عسكر الحارثي والأعضاء الدكتور ماهر بن جديد وأحمد اليحيا وحمد العجاجي وعلي الغامدي وعمار بوقس والمحامي ماجد قاروب وعبدالرحمن الحميد وعبدالله بن زرعة وعلي القحطاني ورائد النصار والدكتور ناصر الطيار، كل هذه الأسماء تجعلنا وبكل ثقة أن نطلب المزيد من النجاحات لعمل هذه اللجنة وبالتالي مزيدًا من النجاحات والإنجازات للمنتخبات البارالمبية التي تمثل وجهًا آخر متفقًا مع الإطار العام للرياضة السعودية ولخزينة المملكة من البطولات.
ويبدو أن اطلالة المطوع الأولى كانت له فأل خير حيث وأنا اكتب هذه المقالة وصلني خبر أن المنتخب السعودي قد فاز ببطولة العالم للمرة الثالثة على التوالي بعد فوزه على جنوب إفريقيا في البطولة المقامة في البرازيل، ألف مبروك لشبابنا وبيضوها الخضر والله، وهذا حافز جديد يؤكد ما نحن نصبو إليه وما نطمح للوصول إليه، الألعاب البارالمبية هي ثاني أكبر موسوعة ألعاب دولية بالعالم ومعناها (الألعاب الأولمبية لمتحدي الإعاقة) سواء فكرية أو عضوية، هذه النوعية من الألعاب لم تعد مجرد شيء رمزي أو موضوع إنساني فقط، بل تطورت لتصبح ظاهرة تنافسية تطمح كل الدول المشاركة فيها إلى الفوز وتحقيق النتائج المتميزة، وهذا من أبسط حقوق الفئة التي تمثل المحور الرئيسي لهذه الألعاب، حيث يجب ألا يقتصر الأمر على إتاحة الفرصة لهم والمشاركة لأجل المشاركة بل تعدى مثل هذه الأفكار والانتقال إلى مرحلة تنافسية عالية المستوى، وكما أسلفت فهي رياضة حقيقية مكتملة العناصر والأركان ولا ينقصها إلا الإدارة السليمة والدعم اللازم.
أعرف ناصر المطوع جيدًا وأعرف توجهاته ولمساته في خدمة ذوي الإعاقات من خلال تماسي المباشر معه في جمعية المعاقين حركيًا، ولكن أهم ما أعرفه عن المطوع أنه ليس مجرد رجل منصب شكلي بل هو فعال ومنتج ومطور وقدرته على نقل الأحداث إلى مستويات متقدمة قدرة قوية وإيجابية منبعها رغبته في العمل وقدرته عليه، ولذلك فإن المنتظر من وراء إدارة ناصر المطوع وتلك الأسماء من رجالات الوطن الكثير والكثير خدمة لفئة المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة وبنفس الوقت خدمة وتطويرًا لهذه الألعاب والتي أقل ما يمكن القول عنها إن الشباب السعودي يشارك فيها باسم المملكة وتحت رايتها الخفاقة دومًا بإذن الله.
أجزم أن الأمور الآن اختلفت وأن على الجميع الذين يرغبون أو حتى يكلفون بالعمل التطوعي وخاصة في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة بأن لا يكتفوا بوجودهم أو بدعمهم المادي بل عليهم الانتقال إلى مرحلة ومستويات جديدة يحقق معها النجاح والإنجاز والبطولات ويغذي روح المنافسة بين شبابنا السعودي ويقدم منهم الأبطال والنماذج التي يستحق الاقتداء بها تشريفًا لاسم المملكة، ناصر المطوع رجل المرحلة يمتلك من الإمكانات الكثير ولديه الأدوات فإن المنتظر منه أيضًا الكثير.