Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مساجد الطرق يا وزارة الشؤون الإسلامية

المملكةُ العربيةُ السعودية تتبوأ مكانةً عظيمة، ولها قدرٌ وتقديرٌ خاص في نفوس المسلمين، فهي من فضل الله عليها وعلى أهلها شرُفت وسعٌدت بأن كانت ولازالت خادمةً وحاميةً وراعيةً للحرمين الشريفين، وملوكها

A A
المملكةُ العربيةُ السعودية تتبوأ مكانةً عظيمة، ولها قدرٌ وتقديرٌ خاص في نفوس المسلمين، فهي من فضل الله عليها وعلى أهلها شرُفت وسعٌدت بأن كانت ولازالت خادمةً وحاميةً وراعيةً للحرمين الشريفين، وملوكها يتشرفون ويتلقبون بهذا اللقب الشريف (خادم الحرمين الشريفين)، لذلك فإن نظرة الآخرين لنا من المسلمين وغير المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها نظرةُ خاصة، تحمل معاني التقدير والتبجيل والتشريف!
ولقد سافرتُ لأكثر دول العالم؛ والتقيت مسلمين كُثرا، فوجدت عندهم من التصورات والانطباعات المُسبقة عن هذه البلاد وأهلها ما يسرُ من جهة، وما يجعلنا أكثر مسؤولية من جهة أخرى.
لذلك من الصادم جداً؛ عندما يأتي قادمٌ من الخارج -مسلمٌ كان أم غير مسلم-، ويتفاجأ بوجود تقصير كبير في أمور ومظاهر وأماكن ومواقع لها قداستها عند المسلمين، ولها نظرتُها الخاصة عند غير المسلمين!! ومن ذلك دور العبادة، وأعني بيوتَ الله "المساجد والجوامع"، والتي من المُفترض أن تجدَ في هذه البلاد المباركة كلّ اهتمامٍ وعنايةٍ ومتابعة، ولكن مع الأسف الشديد أن من يرى حال كثير من مساجدنا ومصلياتنا في جميع طرق المملكة دون استثناء، بما فيها الطرق الدولية العظيمة التي تربط بين المدينتين المقدستين والحرمين الشريفين؛ يجدُ ما لا يليق أبداً بالمكانةِ والمكان! المكانة: مكانة هذه البيوت بيوت الله، والمكان: المملكة العربية السعودية!!
لا يجد إلا الإهمال وسوء النظافة، فلا دورات مياه تصلح للاستعمال الآدمي! ولا فرش نظيف يصلح للصلاة، ولا صيانة!
يجد مباني عفا عليها الزمن تئن تحت وطأة الإهمال؛ وتشتكي إلى الله أمرها وقلةَ حيلتها، حتى أنك لا تُفكّر أصلاً -لاسيما مع وجود النساء- بالوقوف للوضوء وقضاء الحاجة في دورات المياة التابعةِ لها!
المواطنون يعانون، والقادمون الزائرون يرون ويندهشون ويستاؤون ويرصدون!
وهذا الوضع المتردي ليس وليد اليوم أو الأمس القريب، بل هي مناظر عهدناها وشاهدناها منذ عشرات السنين؛ والوضع لا يزدادُ إلا سوءً وإلى الله المُشتكى!
والسؤال: أين دور وأثر الجهة المعنية؟!
ولاة الأمر -حفظهم الله- لم يُقصّروا؛ بل أنشأوا وزارةً كاملةً متكاملة؛ هي وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدّعوة والإرشاد، من أعظم مهامها: بناء ورعاية بيوت الله!! ودعمت وتُدعم دائماً بالميزانيات والهبات والأوقاف، ومع ذلك لولا وجود المتبرعين وأهل الخير في هذه البلاد المباركة؛ لأصبح الناسُ في أزمة في المساجد لأن الوزارة اكتفت بما يبنيه أهل الخير والمتبرعون!
أين دور الوزارة بوكالتها المعنية (وكالة المساجد) عن صيانة المساجد وفرشها ودورات المياه وتوفير عمّال النظافة، في جميع مناطق المملكة؟! سواء القريبة والبعيدة؛ القرى والهجر؛ الطرق والمدن؛ على حدٍ سواء!!
أنا شخصياً لا أقرأ أو أسمع من الوزارة المعنية فيما يتعلق بالمساجد إلا تعاميم التهديد والوعيد أو التحديد! أعني: تحديد مصليات العيد!!
يتعين على وزارة الشؤون الإسلامية أن تبذل وتجتهد حتى تصل للمستوى الذي يليق بها وبقيمة ومكانة العمل المنوط فيها، وبمكانة هذا الوطن الكبير الذي هو مهوى الأفئدة ونموذج خدمة بيوت الله الذي يُحتذى.. وأن تبادر بخططٍ وأفكار تُحيي رسالة المسجد، وتعيدُ له أثرَه ومكانته في الناس، تحت رعايتها ومتابعتها.
وأسألُ الله للمعنيين في هذه الوِزارة أن يُعينهم اللهُ تعالى على هذه المسؤولية العظيمة والمَهمةِ الشريفة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store