Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«علي وعثمان حافظ وريادة في البناء المعرفي والثقافي في بلد الجوار»

* برحيل السيد يعرب عثمان حافظ تُطوَى صفحة مضيئة من صفحات الأسرة الكريمة "آل حافظ"، التي ساهمت في البناء المعرفي والتعليمي والثقافي في مدينة الرسول –صلى الله عليه وسلم-، وذلك من خلال تأسيس الرائدين علي

A A
* برحيل السيد يعرب عثمان حافظ تُطوَى صفحة مضيئة من صفحات الأسرة الكريمة "آل حافظ"، التي ساهمت في البناء المعرفي والتعليمي والثقافي في مدينة الرسول –صلى الله عليه وسلم-، وذلك من خلال تأسيس الرائدين علي وعثمان حافظ -يرحمهما الله- لصحيفة المدينة قبل حوالى ثمانين عاماً 1356هـ، وإن كانت المدينة عرفت الصحافة من قبل وذلك عندما أنشأ السيد حمزة غوث صحيفة الحجاز 1334هـ/ 1916م، وكانت عثمانية الهوى مما أغضب حكومة الأشراف –آنذاك- من صحيفة كان الشيخ محمد العمري الواسطي: 1280- 1365هـ ينشر فيها شعره المؤيد للخلافة العثمانية، والمناوئ – آنذاك- للغرب وخصوصاً للمملكة المتحدة ولا يزال شيء من شعره الجزل يوضح مدى الاحتقان والصراع الذي ساد تلك الحقبة.
* وللتاريخ فإن انبثاقة فكرة تأسيس الصحيفة ومن قبلها مجلة المنهل، يعود للسياق الفكري والأدبي الذي كانت تشهده المدينة، وذلك من خلال المنتديات الأدبية المتجذرة في بيئة المدينة الأدبية مثل: نادي المحاضرات ونادي الحفل الأدبي، ويُدين جيلنا وأجيال من قبل في ثقافتنا الحديثة لصحيفة المدينة عندما كانت تصدر آنذاك في المدينة.
* ثم استشرف الأفق السيدان هشام ومحمد علي حافظ فنقلا الصحيفة إلى جدة، وقد أخبرني الصديق محمد علي –رعاه الله- بأن معالي الأستاذ عبدالله بلخير كان له دور في تسهيل عملية النقل التي أزعم أنها حفظت الصحيفة والبقاء عليها وأضحت بفضل جيل الشباب تنافس الصحف الأخرى ولا تزال مع الأيام تزداد بهاءً ونضارة.
* وكما يُحسب للرائدين علي وعثمان إنشاء هذا المنبر الصحافي والفكري والأدبي الذي يتناسب مع مكانة المدينة العلمية والفكرية والأدبية، والتي عرفت في مطلع تأسيس الدولة الإسلامية بأنها عاصمة الإسلام الأولى، فإن دورهما في إنشاء مدرسة الصحراء بالمسيجيد لا يقل تأثيراً عن إنشاء الصحيفة، وكان ذلك بعد حوالى عقد من إنشاء الصحيفة أي في عام 1365هـ، وهنا أدلي بشهادة سمعتها من الوالد السيد زهير عبدالقادر حافظ قبل حوالى ثلاثين عاماً في مجلس والدي بأن أخويه عندما قرّرا إنشاء المدرسة لم يكن لديهما من المال ما يكفي لإقامة ذلك الصرح العلمي فاستدانا حوالى مائة جنيه من الذهب من والدهما السيد عبدالقادر الذي كان شخصية اجتماعية معروفة.
* كما أخبرني والدي –رحمه الله- الذي كان آنذاك يسكن المسيجيد، بحثاً عن لقمة العيش الحلال لمدة تقارب من الثلاثين عاماً، ثم عاد بعدها إلى مسقط رأسه وآباء له من قبل في بلد الجوار، أخبرني بالتفصيل عن تلك الصعاب التي واجهت الرائدين، ويُدين عدد كبير من أبناء قبيلة حرب العريقة لدور هذه المدرسة في حياتهم العلمية والعملية ومعلوم أن عدداً من طلابها هيأت لهم الدولة جزاها الله خيراً فرصة الابتعاث إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
* ولعله من باب الاعتراف بالفضل أن نشيد بدور الرائد سالم داغستاني 1335هـ - 1412هـ الذي أقنعه مُؤسِّسا المدرسة بالانتقال إلى المسيجيد مع عائلته وتحمل ظروف الحياة الصعبة آنذاك في سبيل نشر العلم والمعرفة، وقد أخبرني كذلك الأستاذ والمربي محمد حُميدة -شافاه الله- بأن المؤسسين كانا يبعثان ببعض أبناء المدرسة لأخذ المواد العلمية التي لا يتوفر لها مدرسون في بيئة المدرسة.
في الختام.. هذه إطلالة على التاريخ المضيء لهذه الأسرة التي حظيت كذلك بدعم الحكومة السّنية في جميع مبادراتها وأولوياتها، ورحم الله الإنسان الوديع السيد يعرب حافظ، والعزاء لإخوته وأهله وأبنائه، سائلين الله أن يتقبله في الصالحين، والرحمة موصولة للآباء والأجداد جميعاً.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store