Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

التنوع الأحيائي في بلادنا وكيفية المحافظة عليه

تزخر بلادنا ذات البيئة الصحراوية الهشة بالعديد من الكائنات الحية (حيوانية ونباتية) ذات السلالات النادرة والتي وجدت وتأقلمت مع بيئة هذه البلاد منذ أزمنة بعيدة، وتناقصت أعدادها بشكل لافت نتيجة الصيد الج

A A
تزخر بلادنا ذات البيئة الصحراوية الهشة بالعديد من الكائنات الحية (حيوانية ونباتية) ذات السلالات النادرة والتي وجدت وتأقلمت مع بيئة هذه البلاد منذ أزمنة بعيدة، وتناقصت أعدادها بشكل لافت نتيجة الصيد الجائر، أو التحطيب غير المرشّد أو الجهل بقيمة هذه الكائنات، ومدى أهميتها لبيئتنا الطبيعية، وإنها في طريقها للزوال عاجلاً أم آجلاً إذا لم نحسن التصرف معها من الآن، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: الذئاب، والثعالب، والنمور العربية، والقطط الرملية، والغزلان، والمها العربي، والضبّان، وغيرها كثير من هذه الحيوانات المهددة بالانقراض.
وقد حرصت الحكومة السعودية ممثلة في الهيئة السعودية للحياة الفطرية في العمل بشكل جاد في إيجاد بيئات طبيعية محمية في مواقع هذه الكائنات، وحمايتها من الصيد الجائر، وتوفير كل السبل لتكاثرها وحفظ النوع لها خوفا من انقراضها وفقدانها للأبد، وبذلك فقد حرصت الهيئة على إيجاد عدد من مراكز الأبحاث التي تعنى بهذه الكائنات مثل: المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف، ومركز الملك خالد لأبحاث الحياة الفطرية بالثمامة، وذلك لمتابعة أنواع الكائنات الفطرية النباتية والحيوانية النادرة تمهيدا لإعادة توطينها والحفاظ عليها من الانقراض.
إن من المشاهد المؤلمة التي يراها الإنسان على شبكات التواصل الاجتماعي من صيد جائر للضبّان وتكديسها بالآلاف في الوانيتات والعبث بها بشكل غير حضاري، أو حرق للثعالب، أو قتل للذئاب وتعليقها على الأشجار، أو قتل للنمور العربية الأصيلة النادرة ذات القيمة الثمينة جداً وسلخها، ورميها في الصحراء، وغيرها من الحيوانات النادرة في البيئة الصحراوية محدودة الموارد، أضف إلى ذلك التطاول على البيئة النباتية الطبيعية، التي يتمثل فيها عبث الإنسان بحرق الغابات، أو قطع أشجارها ( التحطيب الجائر) من أجل الكسب المادي السريع، أو استنزاف مكوناتها بطرق مختلفة، كل ذلك يفعله الإنسان من أجل المتعة، والمفاخرة الزائفة التي تؤكد يقيناً بأن معظم هؤلاء العابثين بمكونات بيئتنا الطبيعية يجهلون تماما أهمية وجودها في هذه البيئة الصحراوية الطاردة، ومهام كل منها في الطبيعة، وإنه لا بأس أن يصيد منها الإنسان ويأكل قدر احتياجاته، لا أن يستنزفها بهذا الصيد الطائش، لأن الصيد غير المرشد، أو قطع الأشجار غير المقنن، قد يؤدي إلى الإقلال من هذه الموارد والقضاء عليها كلياً بحيث تصبح نادرة ومن ثم منقرضة حتى لا يبقى منها شيء في الطبيعة.
إن صيد الحيوانات النادرة والعزيزة الوجود في الطبيعة، والموشكة على الانقراض في بيئاتها الطبيعية أمر مرفوض في جميع القوانين والأنظمة الدولية وعلى رأسها شريعتنا الإسلامية السمحة التي تحرم وتجرم صيد الكائنات أو إتلافها بدون وجه حق، ، أو السعي في تدهور بيئاتها أو بتناقص أعدادها بالصيد غير المرشد، أو استهدافها للتخلص منها بطريقة غير حضارية، مما ينم عن جهل عظيم بمدخرات هذه البيئة ومكوناتها الجميلة القابلة للزوال.
إننا نناشد الهيئة السعودية للحياة الفطرية، وكل مواطن غيور على مكتسبات بلده أن يسهم في حملة إعلامية توعوية ضخمة تستخدم فيها كل وسائل الإعلام لإبراز أهمية هذه الكائنات ( حيوانية ونباتية)، وكيفية الحفاظ عليها من الانقراض ، والسعي لتوعية المواطنين - خاصة الشباب - بأن جمال بيئتهم الطبيعية هو من جمال مكوناتها، والتحذير من التعرض للحيوانات البرية أيا كانت بالصيد الجائر، أو القتل لأنها من الفئات المهددة بالانقراض. كما نأمل من الهيئة وضع لوحات إرشادية توعوية كبيرة في جميع المناطق السياحية خاصة المرتفعات الجبلية تحث فيها المواطنين والمقيمين والزائرين بعدم التعرض للكائنات الموجودة بهذه الأماكن سواء الحيوانية منها أو النباتية، والحفاظ عليها قدر الإمكان، لأنها ثروة غالية قابلة للزوال، وتمثل شواهد حية لبيئتنا الجميلة وموجوداتها، ومفخرة للبيئة السعودية التي حافظت وأسهمت في البقاء على هذه السلالات التي انقرض منها الشيء الكثير ولم يبق منها سوى النزر اليسير. أصلح الله الجميع ووفقهم لما فيه مصلحة البلاد والعباد.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store