Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ولا تزال هذه الحرب مستمرة!!

اللهُ يقبلُ التوبةَ من عباده ويعفو عن السيئات ؛ وهو الذي يقول في الحديث القدسي ( ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء وجئتني لا تشرك بي شيئاً غفرتُ لك ولا أبالي)

A A
اللهُ يقبلُ التوبةَ من عباده ويعفو عن السيئات ؛ وهو الذي يقول في الحديث القدسي ( ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء وجئتني لا تشرك بي شيئاً غفرتُ لك ولا أبالي)
ومع هذا الفيض الرباني واللطف الإلهي نجدُ من خلق الله من لا يعرفُ الرحمةَ ولا الصفح ولا العفو !
وهذا حالُ بعضنا مع بعضنا ؛ وأعني بالبعض الآخر هنا، فئةً من أبنائنا وإخواننا ممّن قدّر الله عليهم وابتلاهم بداء الإدمان واستسلموا للشيطان يصرفهم كيف يشاء!
والمُفزع والمُخيف عندما تُشاهد أو تقرأ بيانات وزارة الداخلية وهي تتحدّث عن كشف كميات هائلة جداً من أنواع مختلفة من هذه المُخدِّرات اللعينة! وفي أوقات متفاوتة وقد تكون متقاربة! والسؤال الخطير هنا والواجب:
لمنْ كانت هذه الكميات من السموم الهائلة الحجم ستذهب؟ وماهي السوق التي ستتلقفها؟ ومنْ هي الشريحة المُستهدفة؟! وهل سوق وتسويق هذه السموم عندنا بهذا الإغراء والنشاط حتى يجعل أصحاب هذه السموم يُخاطرون بأرواحهم من أجل إدخالها لبلادنا؟!!
ولماذا لا يُشهّر بأولئك الشياطين الذين تمكن منهم الشيطان حتى جعلهم خير أعوانٍ له لتدمير عقول وأبدان شبابنا بل وأديانهم وعلاقتهم بكل شيء؟! وهذا من التعزير الواجب حتى يُشرّد بهم من خلفهم، ويكونوا عبرةً لغيرهم!
إن بعض هؤلاء المتعاطين والمدمنين يمنُّ اللهُ عليهم بالهداية والتوبة وهم في هذه المرحلة الحرجة والخطيرة والهشة والتي يكون لدى أكثرهم قابلية للعودة إلى ما كانوا عليه ،هم بحاجةٍ ملحةٍ وعاجلة لا تقبل تأخيراً ولا تعطيلاً بحاجة إلى أمور منها:
1ـ تقبل المجتمع لهم ومساعدتهم 2ـ العلاج الطبي 3ــ العلاج أو الدعم النفسي
فمن خلال متابعتي لبعض الحالات وجدتُ أنّ المدمن قد يستطيع أن يتخلص من الإدمان ولكن هناك سلوكيات اكتسبها وقتَ إدمانه وضياعه وهي لا تزال موجودة وسيكون لها أثرها الكبير في فرصة عودته لهذا الإدمان المُهلك !
ومرحلة رابعةٌ مهمة ولابد منها وهي : إيجاد فرصة العمل السريعة والمناسبة له .
بغير هذه المراحل الثلاث ستكون هذه الفئة التائبة على شفا حفرة من العودة لعالم الرذيلة والفساد !
ولكن : هل تتخيل أخي القارىء أن أعداداً كبيرةً من هؤلاء الناجين الباحثين عن حياةٍ كريمة ينتظرون بمعاناتهم وآلامهم شهوراً طويلة مهلكةً ينتظرون فرصة الأمل في مستشفيات الأمل ! التي مع جهودها لا تستطيع بإمكاناتها المتواضعة أن تستوعب تلك الأعداد العائدة من رحلة الإدمان والضياع ! فمن لهم وأين يذهبون ؟ لذا يؤسفني أن أقول: أنّ عدداً منهم يعود إلى ما كان عليه لأنه حاول ولم يستطع ولم يجد من يجعله يستطيع!!
كذلك تجد أن فرص العمل أمام من نجا منهم وشُفي بدنياً وصحياً تكاد تكون معدومة ؛ فأين يذهبون ؟
إني أناشد وزارتي الصحة والعمل، وهي الجهات المعنية والقادرة، أن يعطوا هذه " المعاناة الإنسانية اليومية " حقها من التقدير والأولوية ؛ فإن الإدمان شرّه مستطير على صاحبه وأهله ومجتمعه مما لا يخفى مثلُه!!
وهي حربٌ قديمة متجددة تُشَنُ على هذه البلاد بين حينٍ وآخر لاتقل خطورة عن حرب الإرهاب! كما قال ذات مرةٍ الأمير الراحل نايف بن عبدالعزيز رحمه الله والذي كان المحارب الأول لهذه الآفة العظيمة وجهوده العظيمة مشكورة ومؤثرة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store