Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

هل الغرب ومؤسساته أولى منا بضحية التشدد والإرهاب «ملالا»؟

* في خضم المشهد الدموي، وغير الإنساني "من قطع للرؤوس، وسبي للحرائر، واقتطاع لأرزاق الناس تحت مسمّيات مختلفة".

A A
* في خضم المشهد الدموي، وغير الإنساني "من قطع للرؤوس، وسبي للحرائر، واقتطاع لأرزاق الناس تحت مسمّيات مختلفة".
* في هذا الليل المظلم والحالك الذي يخيّم على سماء بلاد العروبة والإسلام، والذي يسعى البعض من بني جلدتنا للتسويق له بين شبابنا، ويحرّضهم على الانتماء إليه بذريعة أنها دولة الخلافة المنشودة، والتي يجب أن تقوم حتى وإن أُزهقت الأرواح، وسُفكت الدماء ممّا هو مخالف نصًّا وروحًَا لتعاليم الدين الخاتم الذي حرّم قتل النفس بغير حق، وأمر بالإحسان والعدل في كل مناحي الحياة، في غمرة هذا كله ممّا يدفع النفوس للأسى والحزن على الوضع الحضاري والفكري المتردي، الذي بلغته أمتنا في هذه الحقبة.. ينبثق صوت الطفلة الباكستانية المسلمة "ملالا"، والتي امتدت إليها الأيدي الإرهابية الظالمة، وهي لم تتجاوز بعد الخامسة عشرة من عمرها؛ لتتخلّص منها، بل لتلغ في دمها البريء؛ لأنها دعت لتعليم الفتاة الأفغانية، وكادت "ملالا" أن تفقد حياتها بسبب العقلية المنغلقة، والنفس المتعفنة لأتباع الحركة الإرهابية والمحرِّفة لشرع الله "طالبان"، إلاّ أن إرادة الله كانت أقوى، وقضاءه كان أرحم، وممّا يؤسف له أن المؤسسات الغربية عرضت المساعدة الإنسانية على أسرة الطفلة التي غُدر بها في وضح النهار، وعلى مرأى من العالم كله، فاستقبلتها تلك المؤسسات في المملكة البريطانية المتحدة، وكان شيء من اليأس يسيطر على نفوس أهلها، إلاّ أن الأمل في رحمة الله كان أسبق.
* هذا الغرب الذي له ماضٍ استعماري بغيض -معنا- هو الذي حفظ لـ"ملالا" حياتها، وهيّأ لها ولأسرتها مكانًا آمنًا من النفوس الشريرة الممتلئة حقدًا، وضغينة، والكارهة للمعرفة، والمحرِّمة لكل جميل في هذه الحياة التي خلقها المولى لنا لنستمتع بها.
* ووقفت "ملالا" أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وهي ترتدي زيها الإسلامي المحتشم؛ لتعلن من فوق ذلك المنبر الأممي أنها وبكل ثقة وإصرار سوف تواصل مسيرتها في الدعوة لتعليم المرأة، وتثقيفها وكانت جسارتها المنبثقة من فهم صحيح لتعاليم دينها فاضحة، وكاشفة للمستور من أدبيات هذه الحركة المتشددة، التي انضمت للحشد الداعشي البربري الذي يتغذى ويتلذذ بدماء الآخرين. وقد نُزعت منه كل معاني الرحمة والنخوة.
وأخيرًا توجت مسيرة هذه الطفلة المجاهدة الجهاد الصحيح بنيل جائزة نوبل للسلام.
ويظل بذلك الغرب هو الأذكى، وللأسف فلقد كنا نعلّم الآخرين، فأضحى الآخرون يعلّموننا أبجديات الحياة وكيفية الحفاظ عليها.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store