Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

وقفات مع حج عام 1435هـ

الحمد لله حمدًا كثيرًا، فقد نجح حج هذا العام -وبخاصة من الناحية الأمنية- نجاحًا باهرًا، بفضل الله ثم بفضل الجهود المبذولة، التي لا يمكن أن ينكرها إلاَّ حاسد أو حاقد.

A A
الحمد لله حمدًا كثيرًا، فقد نجح حج هذا العام -وبخاصة من الناحية الأمنية- نجاحًا باهرًا، بفضل الله ثم بفضل الجهود المبذولة، التي لا يمكن أن ينكرها إلاَّ حاسد أو حاقد. لكن هناك سلبيات لا يمكن التغاضي عنها، والهدف من طرحها هو لفت أنظار المسؤولين إليها، حتى نرتقي بخدمة الحجيج إلى أعلى المستويات، ولعل على رأسها قطار الحرمين، الذي بسببه أصبحنا نترحَّم على أيام الحافلات، صحيح كُنَّا نمكث ساعات طويلة من 5-7 ساعات، لكن على الأقل كنَّا جلوسًا على مقاعدنا، نتبرَّد بالمكيفات بعض الوقت، ونروي ظمأنا، ونروّض أرجُلنا بالمشي. أمَّا رحلة القطار، فإنَّها توصلك في غضون 7 دقائق، لكن بعد أن تكون قد وقفت في المحشر، وتعرّضت لتدافع قد يؤدّي -لا سمح الله- إلى نتائج لا تُحمد عقباها.
فرحلة القطار أصبحت من أشق الأمور في الحج، حيث التدافع والتزاحم، والوقوف على الأرجل من 5-7 ساعات، دون المقدرة على الجلوس، ولو للحظات، ممّا أدَّى إلى حدوث بعض حالات الإغماء، ووقوع المشقة على بعض أصحاب الأعذار، وأصحاب العربيات، إضافة إلى المشي لساعات طويلة للوصول إلى المحطة، وذلك حسب قُرب وبُعد المُخيّم، هذا غير الالتحام بالرجال داخل المقطورة وعند التدافع للمحطة، وهذا المنظر يتكرر منذ ولادة القطار، وكنَّا نعتقد أنَّ تلك المشقة حاصلة لأن القطار في بداياته، وأنَّها ستزول، لكنها في تفاقم مستمر، لعشوائية التنظيم، ولعدم وجود خطط للأزمات، والذي زاد من الأزمة كثرة المفترشين في طريق الحشود الذاهبة لمحطة القطار.
ليتنا نُعدِّد ونُنوِّع من وسائل المواصلات، من قطار، لحافلات، لدبابات، حتى التُكْتُك يبدو جيدًا في مثل هذه الأوقات، مع دراسة وضع طرق ممهّدة ومُجهّزة للمشاة، فالمشي 5 ساعات أهون من الوقوف على الأرجل. وفوق ذلك كله زيادة المحطات مع اختلاف الاتجاهات، وزيادة عربات القطار.
ومن السلبيات التي عادت للظهور بعد انخفاضها في الأعوام السابقة، ظاهرة الافتراش، والجلوس في طريق الحجيج، وهذا ما أثبتته الإحصائيات المنشورة، بأنَّ عدد حجاج الداخل الذين حجّوا بلا تصريح بلغ 517 ألف حاج، غالبيتهم من المقيمين، من أصل 2.085.238 حاجًّا، ما يعني أن ربع الحجاج بلا تصاريح، ولعل معظمهم من المخالفين، وسبق أن كتبت من سنوات اقتراحًا بأننا إذا لم نُوفّق في القضاء على الافتراش، فإنَّ علينا أن نعترف به، ونضع الخطط لتنظيمه، بإنشاء مبانٍ ذات طوابق متعددة في نواحٍ متفرقة من منى أشبه ما تكون بمواقف السيارات، مجهزة بدورات مياه، وبقالات، ودوريات أمن.. ما سيخدم الحملات التي تقطن في مكة وتذهب ليلاً، هذا مقابل رسوم رمزية.
ومن الظواهر المؤسفة إهمال النظافة بسبب كثرة المفترشين، وما يتركونه من مخلَّفات، إضافة إلى تَحوّل كثير من عمال النظافة إلى شحّاذين رسميين، إذ تَركوا أعمالهم ليُنافسوا الشحّاذين في مهنتهم التي أصبحت من الظواهر المتكررة، خاصة في طريق رمي الجمرات، ولا نعلم ما دور هيئة مكافحة التسوّل؟!
الحمد لله الذي حمى الحجيج من الأمراض والأوبئة القاتلة، وأرجعهم إلى أهليهم سالمين غانمين. نتمنى أن تكون الأوضاع أفضل في الأعوام المقبلة، فالمقالات أصبحت موسمية يتكرر فيها الكلام عن بعض الظواهر كل عام، لكن الأمل في الله كبير، ثم في استجابة المسؤولين.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store