Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

رسالة إلى أمير الباحة

صفَّرَ الحكمُ، وبدأت المباراةُ على أرضِ ملعب الباحة الجديد.. اشتعلت المدرجاتُ وانطلقت السجالاتُ.. ضجَّت المواقعُ والتطبيقاتُ..

A A

صفَّرَ الحكمُ، وبدأت المباراةُ على أرضِ ملعب الباحة الجديد.. اشتعلت المدرجاتُ وانطلقت السجالاتُ.. ضجَّت المواقعُ والتطبيقاتُ.. ولم يعدْ من حديث في مجالس المنطقة هذه الأيام سوى موضوع موقع الإستاد الرياضيّ المنتظر..
وحول هذه الأمر انقسم القومُ يا سمو الأمير إلى فسطاطين، بل إلى فريقين شماليّ وجنوبيّ.. وبينهما جمهور من المرجفين يحلو لهم النَّفث في العُقد، وإيغار الصدور ممّن يجيدون التطبيلَ الغبيّ لتكريس مفهوم العصبية المقيتة.. ونقل الشائعات، وتجييش العوامّ، وتصفية الحسابات.
قطبا المباراة في جدال دائم، رغم أنّ المباراة افتراضية، وبلا مدربين، ولا حكام، ففريق يرى أن النّصف الشماليّ لم يحظَ بنصيبه من الخدمات فيما مضى، وأنَّ قوى التأثير في الإمارة لا تبصر في آفاقها التنموية إلاّ جهة واحدة.
أمّا الفريق الثاني، فيرى أنه صاحب الحق، وأنه الأولى بكل مشروع أو تطوير، شاءَ مَن شاءَ، وأبَى مَن أبَى!
وحيثُ إن مثل هذه السجالات تؤدّي إلى مزيد من الفرقةِ، وإحياء النعرات.. ولأن موقفًا مماثلاً برز العام الماضي حول موقع المستشفى العسكريّ، أعقبه سيلٌ من برقيات الاعتراض التي لازالت تتوالى على الجهات المختصّة، في حين أن الأرض لم تسلم حتى الآن، رغم صدور توجيهكم بسرعة التسليم. ولا نعلمُ مَن هي الجهة التي تماطلُ في تسليم الأرض حتى الآن؟ وما هي مبرراتها، رغم كثرة المطالبات من الجهة المنفذة التي قد ترجئ المشروع لسنوات أخرى؟
ولأن الأمر قد يتكررُ فهناك الكثير من المتأهبين في الخندق الجنوبيّ، ومثلهم في الشمال، ينتظرون إعلان تحديد الموقع بفارغ الصبر للاعتراض من أجل الاعتراض فقط. الأمر الذي قد يعطّل المشروع بأكمله، ويلحقه بشركة أسمنت الباحة التي لم ترَ النور منذ ثماني سنوات؛ بسبب البرقيات والشكاوى.
ولعلمي ويقيني بحرص سموكم على تحقيق مبدأ التنمية المتوازنة التي أطلقها ويرعاها مليكنا المفدى -أيّده اللهُ ورعاه- لذا أناشدُ سموكم الكريم بالأخذ على أيدي أولئك المرجفين، وعصابات البرقيات، الذين يسيئون لسمعة المنطقة وأهلها، ويساهمون في عرقلة مشروعات التنمية، وحرمان المنطقة من برامج التطوير..
فالعقلاء يا سمو الأمير لا يهمّهم أين يقع الإستاد بقدر ما يهمّهم رؤية المشروع على أرض الواقع، شمالاً، أو جنوبًا.. تهامة، أو بادية.
يا سمو الأمير كنّا نتوقّع أنّ مثل هذه الترهات قد اندثرت، وعفا عليها الزمن، لكنّها -مع شديد الأسف- بدأت تطلُّ من جديد.. ويغذّيها بعض النافذين، ولو فتحتم باب النقاش حول هذا الأمر في مجلسكم العامر، بحضور الوجهاء، والأعيان، وعامّة الناس لسمعتم الكثير والكثير.
ومنعًا للتخرّصات، وحدًّا للشائعات، ومن مبدأ الشفافية، أتمنى على سموكم أن تصدر الإمارة بيانًا يوضّح الحيثيات، والاعتبارات التي اختير الموقع بموجبها شمالاً، أو جنوبًا. فأنتم بالتأكيد الأدرى، والأحرص على المصلحة العامة.
وفقكم الله، وسدّد خطاكم..

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store