Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أين ماجد عبدالله ؟!

قالت العربُ قديماً : الحكمةُ أن تضعَ الشيء في موضعه، ويوصفُ منْ اتصفَ بذلك بالحكيم ! وهذا يعني: أن منْ فعلَ ذلك فهو حكيم ، ومنُ تجاوز الحدّ المعقول فهو شخصٌ غير حكيم ! وعملُهُ غير حكيم!

A A
قالت العربُ قديماً : الحكمةُ أن تضعَ الشيء في موضعه، ويوصفُ منْ اتصفَ بذلك بالحكيم ! وهذا يعني: أن منْ فعلَ ذلك فهو حكيم ، ومنُ تجاوز الحدّ المعقول فهو شخصٌ غير حكيم ! وعملُهُ غير حكيم!
ومنهجنُا ودستورنا الإلهي يُعلمُنا أن تجاوز الحدّ المعقول والمشروع لايجوز ولو كان هذا الأمر من أمور العبادة!
ففي كثيرٍ من الأحكام والتشريعات التي بيّنها القرآن يأتي قولُ الله ومنهجهُ (وتلك حدودُ الله فلاتعتدوها )
وتجاوز الحد المعقول والمنطقي والمقبول في أمور الناس من تصرفات أو عواطف أو ترتيبات أو اهتمامات ؛لاشك أنه خللٌ في المنهج ومجانبةٌ لمقاصد الشرع !
وواقعنا اليوم فيه -مع الأسف - كثير من هذا الخلل! ومنْ ذلك: مايتعلق بجانب الرياضةِ عموماً وكرة القدم خصوصاً !
فكرةُ القدَمِ في حقيقتها مجردُ (لَعبٍ وترفيهٍ ولهو ) وهي جزء من الرياضات المحببة والمفيدة بدنياً ولياقياً ، وممارستها لا إشكال فيه من حيث الأصل ، وإنما حديثي ينصبُّ على الحال الذي وصلتْ إليه هذه اللُعبة والذي وصلت له معها مؤسساتنا المعنية والأندية ومن يرأسها والإعلام الرياضي والشباب والمجتمع !
تجاوز الاهتمام بهذه الكرةُ المنفوخة حدّ المنطق والمقبول، وأصبحت رئاسة (رعاية )الشباب ؛كأنها رئاسة كُرة القدَم ولاغير ! أو هكذا يُخيّلُ للناس،فالتصاريح والاهتمام والمُنشآت لها ومن أجلها ويا...حظّها!
تجاوز الاهتمام الحد المعقول : حتى أصبح في الإعلام ومن كبار القوم والجماهير من يتفلسف ويربط بين تشجيع هذا النادي أو ذاك وبين حب الوطن من عدمه!!
أصبح هناك منْ يُقحم الفتوى والتدين في كرة القدم! فيدعو للصدَقةِ والدعاء وقد نسمع غداً : والقنوت! من أجل كرة قدم ومباراة!
وقد تُعطّل بعض الأعمال أو يترك الطلاب دروسهم ومذاكرتهم ولو في ليلة امتحان؛ من أجلِ كرةِ قدم!!
تقرأ في تصاريح بعض رؤساء الأندية من كِبارالمقامات ما قد تظنُهُ يتحدّث عن معركةٍ حربية أو قضية مصيرية !
تشاهدُ بَرنامجاً رياضياً فلا ترى إلا مجموعةً من محترفي الصياحِ والإثارة وتضخيم التوافه وإثارة المشاكل؛ ولا يستفيد منهم شبابنا ومتابعوهم شيئاً غير هذا! فأين أخلاقُ الرياضةِ وفوائدها وأهدافها من هذا كلِّه؟!
كانت هناك نماذج رياضية وكروية جميلة ومحترمة لها تاريخ طيب وسيرة رياضية متوازنة أتمنى بما أن كرةَ القدم أصبحت واقعاً يتجاوز الحد المقبول أن يكون لرياضي قدير وكبير ومحبوب ومؤثر مثل لاعب الجيل السابق :ماجد عبدالله أن يكون له أثرُه وجهودُه في تنقيةِ الجو الرياضي وفي التأثير الإيجابي على شبابنا، حتى نحاول أن نرد الأمور إلى نصابها الصحيح وحدّها المعقول!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store