العرب يبحثون عن محفوظ آخر لنوبل.. والغرب يكرِّسها علميا لخدمة البشرية

** حصد العالِم الأمريكيّ البريطانيّ John o, keefe والبروفيسور المتخصص في علم الأعصاب في جامعة لندن، جائزة نوبل للطب في دورتها الأخيرة، وشاركه الجائزة فريق من المتخصصين علميًّا من البلد الأوروبي "النرويج"، وهما رجل وزوجته قاما بمتابعة بحوث هذا العالِم، وكان الرد الطبيعي بعد سماعه نبأ حصوله على الجائزة هو أن حصوله على الجائزة سوف يدفعه لمتابعة البحوث المرتبطة بمرض "الزهايمر" alzheimer، ممّا أطلق عليه الفائز بالجائزة القنبلة الوقتية، في إشارة إلى اكتشاف عقار ناجع له، "انظر: الديلي تلغراف الأسبوعية البريطانية october 15-21-2014".
ويعتبر الزهايمر من أمراض العصر التي انتشرت بصورة سريعة في العقد الأخير من الزمن، وأشارت المحرِّرة العلمية للصحيفة sarah- knapton أن البروفيسور المذكور يعمل منذ حوالى أربعين عامًا على أبحاث متّصلة بكيفية عمل وحدات الدماغ، ويركز في الوقت الحالي على الإجابة عن سؤال محوري وهو: ما هو الخلل الذي أصاب ما يُعرف بوحدات ما يُطلق عليه علميًّا "قرين آن مون في الدماغ"، ومصطلحه في الإنجليزية هو hippocampus، وخصوصًا في المراحل الأولى من الخلل الذي يطرأ على هذه الوحدات، وعلى رغم كل ما يُقال عن جائزة نوبل في مدوناتنا وصحافتنا العربية، إلاّ أنه يفترض فينا أن نوضّح الإيجابيات التي تحملها هذه الجائزة العالمية، وخصوصًا لجهة مواجهة أمراض العصر المتعددة التي يعجز العلم أحيانًا عن اختراع المصل المناسب للقضاء عليها، أو التخفيف من حدّة وسرعة انتشارها.
ويبدو للأسف أن قطاعًا من صحافتنا مشغول فقط بجائزة نوبل للأدب، ويضع في كل عام قائمة بالأسماء العربية التي تستحق الفوز من وجهة نظرنا، وخصوصًا أنه لم يفز بهذه الجائزة من عالمنا العربي سوى نجيب محفوظ عام 1989م، وكان بكل جدارة يستحقها، رغم كل ما قيل إنها مكافأة لانخراط محفوظ في عملية السلام بين العرب والإسرائيليين.
ويبقى السؤال الأهم مطروحًا: لماذا لم تستطع جامعاتنا ومؤسساتنا العلمية في العالم العربي المساهمة في الاكتشافات العلمية المحضة، والتي تمكِّن الإنسان من العيش بسلام وأمان، وتسعى لتخليصه من المشكلات والعقبات التي تواجهه في حياته، وتجعل مستقبله أفضل من حاضره؟